ما أحلى ذلك القلب المبتسم البشوش الفرح المرح ، وما أحلى تلك النفس الصافية مِن الحسد والحقد والبغضاء والضغينة ، بل ما أحلى - أن يعرف الإنسان قدر نفسه - ، ما أجملها مِن لحظات تلك التي يقف الإنسان فيها أمام ربه في باحة العبادة وفي باحة العرفان وفي باحة القلب الذي يتكلم بلغة عروج العشق ، وما أحلاه ذلك الوجه الأسمر بالعبادة الذي ترتسم عليه محبة الناس مِن محبته لربه ، وما أتعبها لحظاتٌ يقف بها ( المرء ) أمام المرايا ليُجمل وجهه ومظهره الخالي مِن الجمال القلبي والناسي له ، والخالي مِن حُبِّ الناس ومِن حُبِّ الصفاء والسعادة الأبدية للبشرية.
ما أجمل الجمال ، ولكن أيُّ جمال ؟ - أهُناك جمال غير جمال المظهر ! – نعم هناك جمال السلوك وهناك جمال الحب هناك جمال النفس وهذا جمال آخر آي جمال القلب الصافي ، - أتعني أنهُ أهم مِن الجمال المظهري ، - أتعني مِن كلامك ترك ونبذ جمال المظهر وتجميله !
هل هناك أنبل وأجمل وأكمل وأسعد وأورد ويُحمد غير أن يكون الإنسان متحلي بجمال السريرة وجميل المظهر ، وهل يأمرنا ديننا الإسلام إلا أن نهتم بجمال وصفاء القلب والنفس وبجمال المظهر ، بل وحدد لنا كماليات وعناصر الكمال لجمال المظهر والقلب والنفس والروح .
فالإنسان الذي يكون قلبه سليم جميل ونفسه سليمة جميلة فمظهره وبشاشة وجهه طبيعياً تلقائياً إلى قلبك قريبه وبعينك جميله ، وعليه فجميل القلب قريب من القلب جميل المظهر ويكون – خفيف طينة على القلب - ، ولكن بالعكس مِن ذلك فالمهتم بجمال المظهر التارك ترقيق وصفاء وحنان القلب وجماله فينعكس مِن ذلك أنه بعيد ثقيل ولا تطيقه النفس والقلب ينفر منه ويكون – ثقيل طينة على القلب – لكن - هل هو مقتنع بهذا الجمال ! - وهل أقتنع مِن سلوكه ! - هل أقتنع من نفور الناس منه ! - هل أقتنع مِن رؤية الناس له ! - هل فكر في طريقة جماله العمياء المظهرية ! – هل فكر في من يقلد بالتقليد الأعمى ! – هل فكر بجمال القلب والنفس والروح وصفائهم !
القناعة نابعة من القلب ، القلب الإنساني السليم ، والروح السامية في عالم الخير والمحبة والنفس البراقة بعوالم الرقي للكمال ، والعقل ذلك الذي يجلسك لحظات لتفكر في مظهرك في سلوكك في تصرفاتك في أخلاقك في محبتك في إسائتك في خيرك وشرك ولا بد أن تخرج بقناعة معينة لتساير بها الواقع اليومي في الحياة لمجتمع أسرتك وصحبتك وعملك وزمالتك ، وإذا خرجت دون أن تطبق قناعتك فإنك تعيش واقعك اليومي بعذابات تلهب بالآلام النفسية والقلبية والروحية ، فلو كنت طبقت قناعتك على واقعك اليومي يكون ذلك كنزك الذي تُحسد عليه من كل جهة ، فمما نراه اليوم من سلوكيات بعض الأباء والإمهات والشباب والمراهقين نعم المراهقين يمارسون التقليد الغربي في اللبس والسلوك وقص الشعر وكل هذا بعين عمياء ، أقول أحبتي – هل أنتم مقتنعون بالسلوك والتعامل واللباس والمظهر عامة بهذا الشكل الغربي الملفت للنضر ! – هل كانت لكم حجة على ترككم للجمال البيئي المتعارف عليه بحضارتكم ! – هل تقليدكم الأعمى جاء من واقعكم الحياتي من الفراغ – من النفور من مشاكل خاصة أو عامة – هل للحالة الاقتصادية أو الثقافية تركتكم بهذا الزي – هل لجئتم لحول – هل رك!
نتم إلى بيئة ترتاحون لها – هل هذا هو السبيل الوحيد للمحافظة ولبناء الشخصية المسلمة السليمة – هل فكرتم يوماً السؤال يوم الآخر …
حقاً إن للبيئة والواقع والمجتمع لهو التأثير الكبير في مصير أي فرد إنساني ، ولكن هل فكر أب أو أخ أو أخت أو قريب من أي شاب ينفلت في سلوكه وحريته ومراهقته العمياء المطابقة للشذوذ للغرب وطبيعتها أن يُسائله يُصاحبه يُتابعه ينصحه يعث لهُ مَن يهديه أو ما يهديه .. أبداً كلا .. ! الغريب في المسألة أن هذا يمثل شرف وطبيعة تربيت هذه العائلة للمجتمع من خلال أي تصرف يُمارسه فإنهُ يُحسب عليكم أحبتي – يا أهله يا أقاربه يا أصحابه .. ولكن تُسائلهم إنهُ ينفلت في تيار خطر .. في طريقه لنهاية أليمة .. أبداً وكأنك ما كلمت أحداً .. بإجابة بسيطة متكررة بصيغ أخرى ( إنهُ سيكبر ويفهم ويعقل ) هل نرضى ونسكت بهذا التصرف كلا طبعاً – هل نحاول التلميح والموج قتال كلا إذاً فما العمل؟
مِن الواجب ومِن المسؤولية ومِن الأخوة والمحبة يستوجب علينا أن نلتفت جيداً إلى العوامل التي نشأ من خلالها أي تصرف مخل للواقع للعادات لهذا الشذوذ السلوكي في اللباس في الأخلاق في التعامل في جوانب الحياة اليومية .. ومن ثم المبادرة إلى محاولة تطبيقها بأسرع وقتٍ ممكن ذلك لخطورته ، وتوفير جو يجعل من هذا الشاب أو الأب أو الأم أو الأخت أن تتأثر بطبيعة العادات والتقاليد المسلمة السليمة المتعارف عليها وتقتنع ويقتنع شخصياً بترك التقليد الأعمى للعادات الغربية العمياء .
فمن أهم العوامل التي ينبغي الالتفات لها ونبذها ومحاربتها وتركها هي ترك وتربية الطفل منذ أول أيامه على التسريحة الغربية واللباس الغربي والعادات الغربية فالنشأة في بيئة مثل هذه البيئة تنتج منها ترك ونبذ كل ما هو سليم ومتعارف عليه وقد يرفض في مقابل ذلك حتى أمرك له بالواجبات مثل الصلاة الصوم … فلو نظرنا لحياة أي قدوة في فترة طفولته وحاولنا تطبيقها ولو بنقطة لكان لهذه النقطة الأثر الكبير في نفسيته عندما يكبر بتمسكه وإقبالها على العادات الإسلامية الواجبات الإسلامية المجيدة وأبرز مثيل بعد الأئمة الأطهار " ع " نصائح وتربية لقمان الحكيم ووصيته لأبنه فإنها منهاج لسلوك جيل مسلم واعٍ رسالي إذا نشأ في ظلالها وتربى عليها .
فكر دقق مارس اقتنع فجهل أن تمارس شيءً أنت ليس مقتنع منه لست مفكراً فيه غير مدقق لنتائجه المستقبلية فالعلم خيرٌ من الجهل والقناعة بأي مُمارسة سبيل للحجة وأي مُسائلة والعمل بالعقل و القناعة بالعقل أم العمل بالجهل والقناعة من الجهل ! .
التعليقات (0)