فعالية عزاء بني أسد اتسمت بطابعها الخاص قديما، لأنها لم تكن تقام إلا بحسينية الحاج أحمد بن خميس في قرية السنابس على مستوى البحرين ، و قد اندثرت في عصرنا الحاضر هذه الفعالية العظيمة التي كان أهل السنابس يقومون بإحيائها في ليلة الثالث عشر من محرم ، و تعتبر هذه الفعالية بحق من أهم الفعاليات التي امتازت بها حسينية بن خميس في قرية السنابس ، بحيث أنك إذا اعترضت سبيل أي من القادمين الذين كانوا يأتون من خارج السنابس لمشاهدة تمثيلية بني أسد التي تعارف على إقامتها في ( ساحة بيت الشيوخ ) ، ــ و كان موقعها سابقا بين السنابس و السنابس الشرقية المعروفة بمني ، و قد اختفت في الوقت الحالي لقيام مجموعة من الفلل السكنية في هذه المنطقة ، كما كان العزاء في يوم عاشر محرم عندما يمر على هذه الساحة في طريقه ، فانه يقوم بالدوران على الساحة ثم يكمل مسيرته ــ ، فانك إذا سألت هؤلاء القادمون عن مكان توجههم ، فانه لن يكون من العجب إذا سمعت جوابهم الذي يخرج ليعبر عن لسان حالهم ، فتراهم يقولون : ( أننا ذاهبون إلى كربلاء ) ، و نحن ماذا يمكننا أن نتصور من المعنى المستفاد من تعبيرهم هذا ؟ و هو إن دل على شي ، فإنهم يقصدون بأن ذهابهم إلى السنابس يتراءى لهم في نظرهم كأنهم ذاهبون إلى كربلاء ، حيث يشاهدون حرق الخيم ، و فرار الأطفال و النساء ، و دفن الأجساد .
فقد كانت تمثيلية بني أسد تعطي الغريب و القريب صورة حية لما جرى فعلا من أحداث في كربلاء ، فيعلو البكاء و النحيب ، و يخيِّم الحزن على جميع الحضور ، لدرجة أن المشاهد ليتصور نفسه كأنه حقيقةً في واقعة كربلاء .
كما كان العزاء في ليلة الثالث عشر له نمط خاص أو تشكيلية مغايرة للعزاء الذي تعارف عليه في مختلف الوفيات ، حيث كان العزاء يخرج من مأتم بن خميس بترتيب ثلاث حلقات ، كل واحدة من الحلقات تسير خلف الأخرى ، و تجاوب على الحلقة التي تتقدمها بأبيات من الشعر ، أي بمعنى أن كل حلقة ترد على الثانية و هم متوجهين إلى الساحة التي تقام فيها التمثيلية .
و كانت القصيدة الخاصة بهذه الليلة في كل سنة تؤلف و تنظم و تلحن من قبلي ، و لما كانت القصيدة الخاصة بهذه المناسبة تحتاج إلى ثلاثة من الشيالة ، فقد كنت أقوم باستدعاء اثنين من الشيالة للمشاركة معي في ترديد القصيدة و إلقائها في الموكب الحسيني ، لذلك كانت التحضيرات داخل المأتم لاثنين من الشيالة المتدربين على إلقاءها تتم تحت إشرافي حيث أكون ثالثهما ، فقد كنت أقوم بتقسيم القصيدة إلى ثلاثة مقاطع ، حيث يتم توزيعها فيما بيننا بالتساوي لكل حلقة من الحلقات الثلاث .
و على سبيل المثال إليكم إحدى هذه القصائد التي قمت بتأليفها لإلقائها في ليلة الثالث عشر من محرم :
كانت الحلقة الأولى التي كنت أتصدرها تردد معي المقطع الأول من القصيدة وهو :
موكب سنابس يا نسل حيدر
لك اعتنى يا حسين بدموع همّالة
ثم ترد الحلقة الثانية بالمقطع الثاني من القصيدة من قبل الشيال الثاني ، و هو :
عزّوا النبيِّ المصطفى او حيدر
صدر الشهيد احسين داسته الخيّالة
ثم ترد الحلقة الثالثة بالمقطع الثالث من القصيدة من قبل الشيال الثالث ، و هو :
حزّوا وريده أو خيَّته تنظر
و ارتج ركن الدين من حنّة أطفاله
(الفقرة السابقة بتصرف من لقاء مع الرادود الحاج صالح القفاص)
والآن نضع للجمهور العزيز صور تجهيز الشبيهات لعزاء هذه الليلة الثالث عشر من المحرم 1435هـ.
التعليقات (1)
سيد عدنان
تاريخ: 2013-11-18 - الوقت: 09:49 مساءًعمل جدا جميل ومعبر وفعلا يبرز مصيبة الحسين عليه السلام فعلا انكم جنود مجهولون تعملون خلف الكواليس ، جزاكم الله خير الجزاء