تحدث الخطيب الشيخ علي البني حول حقيقة لفظة الشيعة ، فابتدأ في رواية يسأل فيها أحد الأئمة رجلاً جاءه مِن مَن أنت ؟ فقال له : من شيعتكم ، فقال له الإمام : لا تقل كلاماً فتكون بنظر الله عز وجل كاذباً ، قال فما أقول يا ابن رسول الله ، فقال الإمام : قل أنا من محبيكم ومواليكم ، بعد أن ذكر الشيخ هذه الرواية بين أن العرب كانوا يطلقون بعض اللفظات على أمور ويقصدون بها أموراً مطلقة ، ولما جاء الإسلام وضحها ووضع لها إطاراً خاصاً ، فمثلاً لفظة الصلاة كان العرب يطلقونها على مطلق الدعاء ولفظة الحج كان العرب يطلقونها لمطلق القصد والتوجه ولما جاء الإسلام خصص اللفظتين لأمور معينة ، وكذلك لفظة الشيعة كان العرب يستخدمونها مطلقاً للمصاحبة ، ولما جاء الإسلام خصصت هذه اللفظة لكن ليس بنفس ما خصص لفظة الصلاة أو الحج مثلاً بل بشكل آخر ، وعلى العموم قال الشيخ البني أن لفظة الشيعة لا تلفظ على كل من والى علياً عليه السلام وإنما مرتبة المشايعة هي أعلى مرتبة من مراتب اتباع أهل البيت عليهم السلام وقد نالها أمثال النبي إبراهيم الخليل حيث قال القرآن فيه (ومن شيعتنا إبراهيم) ، ولذلك فالأصح تسمية الشيعة لأنفسهم وتوصيفهم لأنفسهم بأنهم محبين وموالين ، ثم استعرض الشيخ البني بعض الآيات التي تبين مواصفات الشيعة ، ومنها : (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا) ، و قوله تعالى (ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) التي علَّق عليها أحد الائمة بقوله أن شيعة علي بن أبي طالب عليهم السلام يؤذون لحبهم له لكنهم لا يبدلون هذا الحب ، وذكر البني أيضاً الآية (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) وذكر الشيخ علي عن الإمام الصادق عليه السلام أننا نحن الذين يعلمون -أي أهل البيت عليهم السلام- والذين لا يعلمون هم أعداؤنا وأما أولوا الألباب فهم شيعتنا.
التعليقات (0)