لم يتوان الخطيب الشيخ حسن القيدوم عن مواصلة الحديث في جرائم بنو أمية عليهم لعنة الله ، فلليوم الخامس على التوالي يطرح الشيخ القيدوم مواضيعه بنسق واحد يكمن في بيان جريمة من جرائمهم ومن ثَمَّ يذكر دور أهل البيت عليهم السلام في إيقاف وردع تلك الجريمة ، وقد خصص بحثه اليوم عن جريمة أسر العقول إن صحت التسمية ، فيزيد بن معاوية هو أول من نشر شراب الفقاع على حد قول الشيخ حسن ، حيث أنه عليه لعنة الله كان يشرب شراب الفقّاع لأول مرة ويلعب الشطرنج ورأس الحسين عليه السلام بين يديه ، ولم يكتف هذا المجرم بشرب الفقاع بنفسه بل ونشره في الأسواق ، كل هذا من أجل خطة وصفها الشيخ حسن بالخطة الخبيثة لأسر عقول الناس وتجميدها وبذلك منعهم من المطالبة بالحقوق أو ردع المنكرات أو الوقوف في وجه الحكام الظالمين ، ولذلك أصدر أئمة أهل البيت عليهم السلام أوامر فقهية تقضي بتحريم الفقاع فهو مُسكر شأنه شأن الخمر وإن كان الفقاع تأثيره أقل ، وتحريم اللعب بأدوات القمار ومنها الشطرنج ، ولإيقاظ عقول الناس وتحريرها أخذ أهل البيت عليهم السلام بالإضافة لتحريمهم الخمر والفقاع وغيره من المسكرات بالحث على العلم والتدارس وتحكيم العقل ، وقد كان لهم عليهم السلام الدور الأكبر في تحرير عقول البشرية من الخطة الأموية التي حاولت إرجاع الناس إلى زمن الجاهلية ، وما الحسين عليه السلام إلا أحد الأئمة الذين حرروا العقول ، فبعد أن حرر الحسين عقل الحر بكلماتٍ هزت عقله فاستيقط ، أوقظ الحسين عقول الناس وضمائرهم حين ضحى بنفسه الطاهرة الزكية في أرض كربلاء ليكون أضحية وفداء لدين جده محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله.
التعليقات (0)