أظلمت الدنيا بعد مقتل الحسين (عليه السلام) ثلاثة أيام وظهرت الحمرة في السماء، لقد بكت السماء .. وأمطرت دماً يوم قتله وكانت الحيطان في أرض الشام ملطخة بالدماء من ساعة طلوع الشمس حتى غروبها وأحرقت الخيام وتمّ سلب حرائر النبوة، فسعت العقيلة زينب (عليها السلام) لحماية الأيتام والحرائر...
وجاء اليوم الذي تمّ فيه حمل رؤوس الشهداء من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى بلاد الشام إلى حيث ذلك المكان الذي يقبع فيه يزيد بن معاوية الأموي الفاجر حاكم الدولة الأموية آنذاك..
وكانت الدماء تنتشر في ثرى كربلاء وتنعكس الأنوار في الأفق فتكسب الأرض حمرة وردية كأنها تنذر جيش الكفار بيوم القيامة ونار جهنم بعد المذبحة الكبرى التي اقترفوها بحق الحسين وأصحابه ولاح القمر من وراء الغيوم عندما حملت الرؤوس وسار موكب السبايا على أقتاب الجمال بغير وطاء.
وعندما دفن جسد الحسين وحمل رأسه إلى الكوفة... كانت الصبية رقية تبكي فيستمع أهل الشام إلى بكائها وذات يوم سأل يزيد الفاجر من أين هذا البكاء؟
قال له أفراد حاشيته: إنها ابنة الحسين تريد أباها.. لقد قالوا ذلك باستهزاء فضحك الفاجر يزيد وقال: عليكم بأبيها. عندئذ جاءوا بطست ووضعوه أمامها وقد غطي بشال أبيض ...
فقالت الصبية: أين أبي؟
قال لها أحد الأشرار: إنه في هذا الشال. فما أن رفعوا الشال حتى وجدت الرأس بلا جسد فانهالت عليه رقية بالبكاء وراحت تحرك الرأس لكنها سرعان ما أحست بشيء ما يشدها أكثر إلى الرأس وراح قلبها يخفق بضراوة وخوف ...
لقد وجدت رأس أبيها مقطوعاً فماذا تفعل بهذا الرأس... أي أبي راحت تنادي ... فشهقت الصبية حتى ماتت ..
التعليقات (0)