شارك هذا الموضوع

جريمة العباسيين والأمويين - عصر الحادي من شهر محرم الحرام 1435هـ

في الوقت الذي اختار فيه الشيخ علي البني أن يبدأ سلسلة مواضيعه في شهر محرم الحرام بعنوان (منهج النقل للرواية العاشورائية) ، فضَّل الشيخ حسن القيدوم أن يفتتح سلسلته بعنوان (جريمة بني أمية وبني العباس)، وكالعادة فإن مجالس الحسين تبدأ بذكر آيٍ من الذكر الحكيم يكون على إثرها الكلام ، جرى الحديث حول الآية المباركة من سورة آل عمران (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ). ثم أوضح الجريمة التي عملها بنو أمية وبنو العباس ، وهي جريمة إنكار نسب الحسن والحسين عليهما السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله. وهذا الأمر قد تبين في شواهد تاريخية كثيرة ذكر منها الشيخ القيدوم موقفاً قُتِلَ فيه أحد الأعلام وهو سعيد ابن جبير على يد الحجاج بسبب أنه كان يعلن أن الحسن والحسين هما سبطي رسول الله ، وذكر الشيخ حسن أيضاً موقفاً من مواقف الإمام الكاظم عليه السلام في نفس الموضوع إذ قال هارون العباسي للإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) : لِمَ جوّزتم للعامّة و الخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و يقولوا لكم : يا بَني رسول الله ! و أنتم بَنو علي ، و إنّما يُنسب المرء إلى أبيه ، و فاطمة إنّما هي وعاء ، و النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) جدّكم من قِبَل اُمّكم ؟ فقال الكاظم ( عليه السَّلام ) : يا أمير المؤمنين ! لو أنَّ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تُجيبه ؟ فقال هارون : سبحان الله ! و لم لا اُجيبه بل أفتخر على العرب و العجم و قريش بذلك .قال الكاظم ( عليه السَّلام ) : لكنّه لا يخطب إليَّ و لا أُزوجه .فقال هارون : و لم ؟ قال الكاظم ( عليه السَّلام ) : لأنّه ولدني و لم يلدك ، ولهذا الموقف اعتقل الإمام الكاظم عليه السلام ، وبناءً على تلك المواقف بيَّن الشيخ حسن القيدوم أن الهدف منها كان سياسياً بحتاً والهدف هو إبعاد الحسن والحسين عليهما السلام وأبنائهما من الخلافة ، وتقريب أبناءهم وأقرباءهم بحجة أنهم الأقرب إلى رسول الله (ص) فقد قال الأمويون أنهم من عشيرة النبي (ص) وهذا يجعلهم مفضلين للخلافة أما العباسيون فقد قالوا أنهم أقرب الأرحام إلى رسول الله من جهة عمه العباس فهم أولى بالخلافة. ومن الغرابة بمكان أن يعتبر هؤلاء القوم أنفسهم أقرب لرسول الله من أبناء علي عليه السلام وعلي ومحمد من شجرة واحدة وسائر الناس من شجرٍ شتى. واستعرض الشيخ حسن بعد ذكر تلك المواقف ما ترتب من أثرٍ نتيجة تلك الجريمة ، حيث أن أولئك الخلفاء قد منعوا أبناء البنت من الورث والوصية والوقف بحجة أنهم لا ينسبون إلى جدهم ، لكنهم في نفس الوقت يحرمون زواج الجد من طليقة حفيده من ابنته وهو أمر غريب ، وفي ختام الموضوع أكَّد الشيخ حسن القيدوم أن الأئمة عليهم السلام قد حاربوا هذه الجريمة وهذه الفكرة الخبيثة بتأصيلهم لنسب الإمام الحسين إلى رسول الله في الزيارة ، حيث يُقال في الزيارة "السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا ابن رسول الله".


التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع