شارك هذا الموضوع

إنما أمر بين أمرين

صعد الشيخ علي سديف على منبر حسينية الحاج أحمد بن خميس في الليلة المتممة لشهر رمضان متحدثاً باختصار شديد حول الآية المباركة (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى). فقال في بداية الحديث أن الآيات السابق ذكرها تشير لمسارين الخير والشر وأودع للإنسان قابلية في اختيار أحد الطريقين وهو ما أشار له الصادق عليه السلام (لا جبر ولا تفويض وإنما هو أمر بين أمرين) في قبال مدرستين وجدتا في عصر الإمام حيث مدرسة تقول أن الإنسان مجبر على الخير ، أو مجبر على الشر ، وهو منهج باطل ، لو كان هناك إجبار فليس هناك امتياز لإنسان على آخر ، وسيعتذر الشمر أمام الله بحجة أن الله أجبره على قتل الحسين عليه السلام فكيف يعذبه الله ، ومدرسة أخرى تقول أن الإنسان مخير في كل أعماله وهذا أيضا رأي باطل. وأشار الشيخ بمثال روائي يؤكد فيه قول الصادق أنه إنما أمر بين أمرين فقال عن سماعة قال: سألته (السجاد عليه السلام): ما حد المرض الذي يجب على صاحبه فيه الافطار كما يجب عليه في السفر: (ومن كان مريضا أو على سفر)؟ قال: هو مؤتمن عليه، مفوض إليه، فان وجد ضعفا فليفطر، وإن وجد قوة فليصمه كان المرض. وبهذه الرواية أثبت الشيخ علي أن العبادة لا تعتبر جبراً ، ثم قال أن الآية الكريمة تشير لأمر آخر وهو نتيجة السير في الخيارات ، وقال أن النتيجة قهرية ولكن السير في أحد الخيارين باختيار الإنسان. ووضح الشيخ معنى الضنك وهي الشدة وهذا أمر يجبر عليه الإنسان لأنه نتيجة ، فكلما لهج الإنسان بذكر الله يسعد ويجد الرحمة من الله ، وإذا نسي الله شقى ، وأضاف الشيخ أن هناك أمر آخر يسبب الضنك في الحياة وهو عدم فهم الدين بصورة صحيحة وأخذ الدين بالتشدد. 





التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع