دار حديث الشيخ عبدالله الديهي حول الآية المباركة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ) وقال أن الآية تحدثت عن قاعدة أكد عليها النبي (ص) وهي أنه في الحروب الإسلامية إن نطق أحد بالشهادتين حُقن دمه وماله وعرضه ، وقد أكد الرسول (ص) على سراياه هذه القاعدة في عدة مواضع حتى قال لعلي عليه السلام يا علي قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ، وبين الشيخ الحادثة التي حصلت وكانت سبباً لنزول هذه الآية ، وهي أن يهودياً واحداً أسلم من بين قبيلة يهودية ، فما كان من الرسول إلا أن أرسل سرية ليقاتلوا هؤلاء اليهود ، فلما وصلت السرية لفدك هرب اليهود كلهم إلا مرداس وهو الذي أسلم ، لكن إسلامه وإلقاءه السلام على أصحاب السرية لم يمنع من أين يقتلوه طمعاً في غنمه وماشيته ، وحين رجعت السرية للرسول (ص) غضب رسول الله عليهم ، فتأسف أسامة وتوجه للرسول مريدا منه أن يستغفر له فقال له (ص) قتلتموه إرادة ما معه ، وتلى عليه الآية المباركة وكررها عليه حتى تمنى أسامة أنه لم يسلم إلا تواً.
وبعد الحديث عن حادثة تلك الآية المباركة تطرق لقصة قتل مالك بن نويرة الذي وصفه بأنه من أصحاب الرسول الذين كان الرسول يعتمد عليهم وكان صاحب أخلاق وشجاعة ومروءة وكان مؤمناً ، والقضية أنه عندما استلم أبو بكر الخلافة تولى بعض الناس دفع الزكاة لأنهم أرادوا تسليم الزكاة للإمام الحق وهو علي عليه السلام ، وقد أرسل أبو بكر سرية بقيادة خالد بن الوليد لأربع مناطق ولم يكن من ضمنها منطقة البطاح ، التي يسكنها مالك بن نويرة ، لكن خالد وبأفكار عرضها عليه بعض أصحابه أن قوم مالك يملكون من المال الكثير ، فما كان منه إلا أن اتجه لمنطقة البطاح في وقت الفجر ، فلما علم مالك بن نويرة بقدوم خالد أمر برفع الأذان أقاموا الصلاة وتركوا أسلحتهم فلم يكونوا يريدون القتال ، لكن خالد لم يتبع الآية المباركة (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) ، ورغم أن مالك وجماعته من المسلمين وكانوا مقيمين الصلاة واعتزلوا أسلحتهم إلا أن خالداً قتلهم بل وجعل من رأس مالك أثافي للقدور ، وفي نفس الليلة التي قتل خالد مالكا نزى على زوجته.
وقال الشيخ أن هذه الآية لم تقتصر على موضع ومكان نزول الآية ، حيث أن القرآن يجري مجرى الليل والنهار وفي الإسلام حوادث كثيرة يمكن تطبيق هذه الآية فيها ، وهناك في زمننا من يقتل الشيعة رغم أنهم مسلمين ، بل ويمثلون برؤوسهم ، ثم استعرض الشيخ مواضع عدة قُتل فيها أناس أسلموا بل كانوا مؤمنين ومن جملة من استعرض الشيخ قصصهم مسلم وهانئ بن عروة.
التعليقات (0)