اعتلى الشيخ عبدالله الديهي المنبر الحسيني في حسينية الحاج أحمد بن خميس في ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان طارحا الآية المباركة (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) ولفت إلى أنه سوف سيتحدث كما وعد سابقا عن الشورى في أربع نقاط أولها ، النظر في وجود السياسة العامة للشورى في جوانب الحياة أم لا ؟ أما الثانية فبحث فيها الشورى في القرآن ، والنقطة الثالثة تحدث فيها عن الأدلة من الأحاديث والروايات حول الشورى أما آخر نقطة فبحث حول الشورى هل طبقت في زمن الرسول أو بعده أم لا؟
أحب الشيخ الديهي أن يذكر الحاضرين بمؤتمر عقد في القاهرة 1997م عنوانه بين الشورى والديموقراطية قال أن الفقهاء تحدثوا فيه عن الشورى ويستدلون عليها بآيتين الأولى ما بدأ به الشيخ الكلام والثانية قوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ، وفصل الشيخ الآية الأولى بقوله أنها آية مكية وتتحدث عن الوحدة العقائدية والعبادية والوحدة في الرأي ، حيث أنهم آمنوا حين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة والزكاة وكان أمرهم شورى ، أما الآية الثانية قال الشيخ أنها آية مدنية خاطب الرسول (ص) بعد تكوين الدولة الإسلامية ، لكن الشيخ نفى هذه الأدلة باستنكاره لشورى الرسول وهو النبي الذي لا ينطق عن الهوى ويوحى إليه بالشورى ، وأيضا قال أن الشيخين لم نر أحدا منهم استشار ، ثم بين ما دعا المفكرين في ذاك المؤتمر لطرح الشورى وقال أنهم أرادوا أمرا ينافس الديموقراطية ولأنهم تدخلوا في الأمور الفقهية التي ليست من مجالهم وغيرها من نقاط ذكرها الشيخ.
بعد ذلك انتقل الشيخ للنقطة الثانية وهي رؤية معاني الشورى والمقصود بها في الآيات السابق ذكرها عن المفسرين الذين يعتبرون أهل الاختصاص ، فقال أن الآية الأولى يتحدث فيها القرآن بإجماع من أغلب المفسرين أن الذين استجابوا لربهم هم الأنصار حيث أنهم في زمن الجاهلية كانوا يتشاورن وبالتالي فلا يوجد ربط بين هذا والشورى السياسية ، أما الآية الثانية فقال الشيخ نقلا عن المفسرين فيها أنها مشورة وليست شورى وهي فقط مختصة بالحرب وما يصلح للمشورة ، كما أن الشورى تستوجب الإلزام في التطبيق ونرى الآية ترجع الأمر في النهاية للرسول (ص) بقولها (فإذا عزمت فتوكل على الله).
ولم ينس الشيخ الديهي أن يرد على من يقول أن القرآن مجمل ويريدون التفصيل من رسول الله ، وهنا قال الشيخ أن النبي قال في الشورى حديثين فقط وهما (ما خاب من استشار) و (من بايع أميرا من غير مشورة أهل المسلمين فلا بيعة له ولا لمن بايع له) ، ثم وضح الشيخ الحديثين بقوله أن الأول الحديث فيه عن الاستشارة وليست المشورة واستشارة أهل الاختصاص ومن جملة هذه الأمور السياسية والأدارية ، أما الرأي الثاني فهو يتحدث عن رؤساء القبيلة حيث أنهم في الزمن السابق كان لكل قبيلة رئيس يعترفون بسلطته وكان صاحب القبيلة يأخذ آراء الكبار وأهل الحكمة في تلك القبيلة في أمور كضايا حل الخلاف وقضايا الانتقال من مكان لمكان وعلاقته مع القبائل الأخرى وقضايا الحرب والغزو.
أما آخر نقطة فرفض فيها الشيخ فكرة أن الشورى طبقت في زمن النبي (ص) ، وأكد الشيخ على أن النبي طبق المشورة لا الشورى ، وأما بالنسبة للخلفاء من بعده فلم يطبق أحد منهم الشورى أبدا واستعرض الشيخ أكثر من خليفة وكيف أنه كان يحكم بالسيف ويصل للسلطة بالدم والمال وطرق أخرى.
التعليقات (0)