اختار الشيخ عبدالله الديهي أن يبدأ حديثه بالآيات المباركات (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ(9) فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ) ، ودار حديثه حول معجزة الإسراء والمعراج في ثلاث محاور ، الأول استعراض لآراء المسلمين عن الحادثة ، والثاني كيف نثبت تلك المعجزة مع عدم وجود وسائل حديثة في زمن النبي (ص) ، كيف نثبت ذاك بدون قرآن ولا روايات ، أما آخر محور وهو عن الأسباب التي جعلت الإمام الخميني يدعو بأن تكون آخر جمعة يوم للقدس العالمي.
أما في المحور الأول فذكر الشيخ أربعة آراء أولها لجماعة اسمها الجهمية وهم كانوا من المسلمين لكن تفرقوا ولم يعودوا موجودين وهم يقولون أن كل الحادثة ما هي إلا رؤيا ويستدلون بالآية (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا التي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) ورد الشيخ على هذا الرأي بقوله أن هذه الآية نزلت في رؤيا عن بني أمية وهم كالقردة ينزون على منبره وذلك إشارة على توليهم الحكم بطريقة غير شرعية ، وأضاف أنه لو كانت رؤيا لما كانت معجزة لأن أي شخص يستطيع أن يدعي ذلك الأمر. أما الرأي الثاني فهو للعامة ويقولون أن النبي (ص) عرج بروحه دون جسده ويدللون على هذا برواية عن عائشة ، ورد الشيخ بأن عائشة لم تكن موجودة وقت وقوع الحادثة حيث أن النبي (ص) جرت له تلك المعجزة وهو في السنة الأولى أو الثالثة من الهجرة و الرسول لم يجمع بين أحد من نسائه وخديجة عليها السلام ، أما الرأي الثالث فهو للصوفية الذين يقولون بأن النبي أسرى بجسده وروحه وعرج بروحه فقط ، وعلى هؤلاء رد الشيخ بأنهم يشككون في القدرة الإلهية ولا يوجد أي دليل حسي يثبت كلامهم ، أما آخر رأي فهو للشيعة وهو الصحيح كما أثبتت روايات أهل البيت عليهم السلام.
ثم أثبت الشيخ عدم الحاجة لوسائل نقل حديثة لنصدق معراج النبي (ص) للسماوات العلى ، حيث أنه لا يوجد محذور عقلي يمنع من صعود الإنسان على دابة في الهواء ، والإسراء والمعراج هو أمر مجرد مثل الإيمان بالله والغيب فلا يمكن إثباته بشيء حسي ، كما أننا آمنا بالنبي (ص) ولم نره ، فكيف يثبت إثباته بدليل حسي وهو أمر مجرد ! وأخيرا قال الشيخ بأن من يريد قياس المعاجز بالقوانين الأرضية سيرفض كل المعجزات كمعجزة أن النار لم تحرق إبراهيم عليه السلام أو تحول عصا موسى أو إحياء عيسى للموتى عليهم جميعا السلام ، قبل أن يقول بأنه يكفينا أن الرسول (ص) تحدث عن هذا الموضوع والرسول صادق ولا يكذب.
أما بشأن دعوة الإمام ليوم القدس العالمي فإن لها دلالات طرحها الشيخ في نقاط ، أولها أن فتح وتحرير القدس كان في شهر رمضان من قبل عمر كما يرون ولذلك كانت رؤية الإمام توحيد المسلمين وهي النقطة الثانية ، أما ثالثا فقال الديهي أن الإمام اختار آخر جمعة من شهر الله لأن أيام القدر تعتبر قمة التصاعد الروحي والثقافي والتعبئة الجهادية ، أما رابع نقطة فهي بأن الإمام أراد أن تكون قضية القدس في عقولنا ووجداننا ولا نبخل عليها بشيء.
في النهاية خاطب الشيخ عبدالله الإمام الخميني قائلا ، (والله يا أبا مصطفى أنت كنز لكن مع الأسف وقفت قوى الاستكبار العالمي ووكلاءه أمام ذلك الكنز وضيعوا القدس ، تعال يا أبا مصطفى وأنت ترى وأنت في عالم البرزخ أن القضية انتهت وضيعها العرب بل والفلسطينيون ، فحماس كل يوم ترمي بنفسها في أحضان أحد حتى تركت تيار المقاومة الذي طالما دعمها).
التعليقات (0)