في الليلة السابعه عشر من شهر رمضان من العام 1434هـ ، ابتدأ سماحة الدكتور عبدالله الديهي خطبته بالآية الكريمة من سورة الأنفال " وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين " وقد قسم موضوعه لهذه الليلة الى قسمين ومقدمة .. المقدمة تتعرض الى الحوادث وما يمر على الأمة من وقائع وكيف نتعامل معها ، أما الجانب الأول فعن الأهداف الإقتصادية والعسكرية من خلال واقعة بدر و الأمور التي توخاها النبي من خلال الجانبين ، أما الجانب الثاني فهو الواقع ، لا بمعنى واقعها التاريخي ، بل نريد أن نستل منها دروس وعبر في الجانبين الإقتصادي و العسكري
تحدث سماحته في المقدمة عن الوقائع والحوادث التي تمر على الأمة وقد قسم الحوادث الى قسمين ، قسم ينتهي ، وينتهي مفعوله ، - كما للإنسان مبدأ وانتهاء - ، كذلك للوقائع مبدأ و منتهى ، أحيانا بالمقابل ، يكون لها أثار تبقى سواء ايجابية أو سلبية و قد ذكر الدكتور مثالا من الواقع الحالي ، مثال العرب مع اسرائيل ، الدول العربية تفوق اسرائيل من الناحية العددية و من الناحية الإعدادية ، ولكن تمر حرب حزيران واذ تكون عارا على العرب ، فيجب أن تعطيك الحوادث دفعة ، الكثرة والعدة لا تفيد ما لم يكن هناك تخطيط ونية صالحه وهذه الذي جعل العرب يزدادون خضوعا لاسرائيل ، وهم يفوقونهم عددا وجيشا ، من هنا وجب الاستفادة من الوقائع و وجب احياؤها بوسائل مشروعة لا بالرقص والغناء ، و علينا أيضًا أن نأخذ العبرة والدروس .
الأهداف والرؤى فقد ذكرنا في العام الماضي بعض الاهداف ، ولا بأس بذكر المزيد ، بما أن المعركة ليست معكرة عسكرية فقط ، بل كانت عسكرية و اقتصادية ، الهدف الرئيسي الأول هو هدف اقتصادي ويتفرع لعدة فروع نستخلصها من معركة بدر ، الفرع الأول ، شرعية هذا الهدف ، لأن النبي يدعونا ان نأخذ بالأهداف المشروعة وهو الذي يسن ذلك . الثاني ، التقوية الإقتصادية ،فالدين قام على عدة جوانب ، الجانب الايدلوجي واخلاق النبي والمال ، فعن النبي صل الله عليه وآله وسلم قال : " ما انتفعت بمال كما انتفعت بمال خديجه " . الثالث ، ضرب العصب الاقتصادي لقريش . الرابع ، أن النبي يريد ان يكسر هيبة قريش .. هيبة قريش التي كانت مسيطرة على كل العرب . الخامس ، زرع الثقة في نفوس الأصحاب وأن يمتلكوا الإرادة والعزم والثبات . السادس ، أراد أن يعد المسلمين اعدادًا تامًا للظروف الطارئة في المستقبل ، لأن الامر لا يقف عند بدر ، فيريد "ص" تعويدهم على البذل والعطاء .. عطاء النفس ، وقد استشهد الدكتور بدعاء الإفتتاح الذي يعلمنا تحمل المسؤوليه " اللهم ما عرفتنا من الحق فحملنا و ما قصرنا عنه فبلغنا ، وقتلا في سبيلك مع وليك فوفق لنا " . أخيرًا ، أن يحوّل هذه الأمة الى أمة حضارية وليس أمة مستوردة ومستعمرة عقليًا من قبل الطغاة وهذه فكر هاشمي .. الفكر التوحيدي هو اللذي يحرر العقول ويحرر النفوس من آدم الى الخاتم " ص " .
الحرب الإقتصادية تحتاج لتخطيط ، فأول أمر قام به النبي هو عملية الإستطلاع - المخابرات - فالمخابرات أمر ضروري سواء كان في دولة حق أو باطل و يستقيم العرش بهم ، أما الفصل العسكري يبدأ بتدخل السماء ، فوعد الله النبي صل الله عليه وآله وسلم بالنصر ووعد أصحابه وقام بالدعاء لهم . في نهاية المجلس تطرق الدكتور الى أن الناس في بدر كانوا على ثلاثة أقسام ، القسم المثبط ، القسم الصامد الثابت ، القسم الذي يغطي نفسه بعبائة ويحتاج الى دفعه .
التعليقات (0)