شارك هذا الموضوع

التنمية من خلال صلة الرحم

أشار الشيخ عبدالمجيد العصفور في ليلة الرابع عشر من شهر رمضان للآية المباركة (ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ، ثم قال أن نظرة الإسلام للإنسان تختلف عن نظرة النظريات التنموية لذلك الإسلام يسلط الضوء على جوانب يرى أنها تساهم بشكل كبير بتطوير الشخصية والتنمية الأسرية والمجتمعية لا تلتفتت لها النظريات التنموية بل تعمل بالضد منها ، ثم ذكر الشيخ الحاضرين أنه ذكر سابقا أن الإسلام يعتبر الأسرة كيان ينبغي تطويره بينما تلك النظريات إما تهمل الجانب أو لا تعطيه حقه أو تحاول الحديث عن الأسرة الحديثة كالزوجين من جنس واحد. ومثل هم الاستفادة من القيمة الحالة الطبيعية للإنسان وهي حاجته للتزواج ولم تستفد منها كالبلد الذي تتوفر فيه الشمس بشكل كبير فلا يستفيد من طاقتها فتضيع تلك الطاقة هباء ، وهذا هو الوضع الحاصل كما أشار الشيخ حيث أن شركات النفط لا تريد خسارة تجارتها لذلك لا تدفع باتجاه تلك الطاقة رغم وجود الأبحاث ، ولو أنهم اتجهوا لها لكان أوفر وأيسر وأفضل بديل للنفط ، وفصل الشيخ بعدها نظرة النظريات التنموية فقال أن نظريات التنمية جاءت بدل استثمار الحالة الطبيعية الفطرية للإنسان ، قالت لكي يتطور المجتمع وينمو نأتي وندعو لما يسمى بالمجتمع المدني الذي يتكون من مؤسسات هي من تسد الحاجات الاجتماعية دون الاعتماد على الأسرة أو التشكيلات الطبيعية من الأسرة والقرابة والقبيلة.


وعلى العكس بين العصفور أن الإسلام يهتم بالحالة الفطرية فهي من تنسجم مع طبيعة الإنسان وتسمح له بشكل تلقائي التطور فيها ، فالإسلام يركز على الأسرة ثم الأرحام والقرابة ويهتم بتطوير تلك العلاقة بل ويتوعد من يقطع صلاتهم بأرحامهم ، والآية التي تصدر بها الحديث كانت خير دليل على اهتمام الإسلام بالرحم ، حيث قال أن الآية تحدثت وخاطبت كل الناس الذين هم من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام فانتشروا كلهم منه عليه السلام ، وأكملت الآية إلى أن قالت أنه من يريد النجاح والفلاح عليه أن يتق الله أولا ويتق الأرحام حيث يضع الإسلام هذه المسوؤلية عليه ، وتتوعد الآية الناس بالرقابة عليهم في اتقاء أرحامهم. وبين الشيخ أيضا أن الرحم هو الذي تولدت منه واشتركت معه بأي حال من الأحوال ، ثم بين الشيخ خطورة قطع الرحم التي هي من المحرمات وأما الوصل فهو من الواجبات ، وقد قيل صلوا أرحامكم ولو بالسلام ، ثم ربط الشيخ عبدالمجيد بين النتائج التي تترتب على صلة الرحم وبين ما تريد النظريات التنموية أن تصل إليه ، فتلك النظريات تهدف لزيادة عمر الإنسان من خلال تطوير الصحة ، وتهدف لزيادة معارف الشخص من خلال التعليم ، وتريد توفير دخلا أكبر للناس ، وهذه نتيجة الصلة بالرحم حيث تقول الروايات أن صلة الأرحام تنمي المال وتزكي الأعمال وتطيل الأعمال بل وتخفف الحساب ، وعلى العكس من ذلك فإن عدم صلة الرحم يؤدي لقلة الرزق وقصر العمر وصعوبة الحساب. واختتم الشيخ الحديث بآيتين قرآنيتين تتعلقان بالموضوع (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) ولهم نعم عقبى الدار والآية (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) التي تهدد قاطع الرحم.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع