شارك هذا الموضوع

العلاقة الزوجية من منظور إسلامي

خصص الشيخ عبدالمجيد العصفور هذه الليلة للحديث عن الآية المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " التي تحمل الإنسان والرجل على الخصوص المسؤولية الشخصية تجاه تنمية شخصيته بل وشخصية زوجته وتتعدى تلك المسؤولية لتصل إلى الأولاد والبنات ، نعم الرجل هو من بيده القوامة والصلاحيات التي أعطيت إليه بالإضافة لإعطائه القوة البدنية وأمورا أخرى ، ولم يترك الإسلام القيادة للزوجة بل هيأها بيولوجيا لتنجب الأطفال ويكفي عليها ذلك ، لكن هذا لا يمنع من أن تعين المرأة زوجها في مسؤوليات البيت فعلى الأقل تكون حافظة لأسرار ذلك البيت كما في الآية الكريمة (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ) ، فهي تعتبر أمينة السر وإن أفشت تلك الأسرار أصبحت خائنة.


وقد تحدث الشيخ بشيء من الإيجاز عن حالة المسلمين إبان نزول الآية في بداية الحديث ، فقال أن بعض المسلمين جلس يبكي في المسجد لأن تلك الآية كانت مزلزلة ومستفزة للمشاعر ، كيف لا وهي تحمل الرجل مسؤولية أهله وهو الذي نفسه تخاتله وتخادعه ، فكيف به وهو مسؤول عن أفراد أكثر من شخصه ، ولا يستطيع أي شخص تخيل زوجته التي أحبها وعاش معها حلو حياته ومرها في النار ، أو أن يرى مثلا ابنه وفلذة كبده في جهنم ، لذلك أحد الصحابة سأل النبي بعد نزول الآية السابقة: كيف أقي أهلي ونفسي من نار جهنم، فأجابه (ص): "تأمرهم بما أمر الله ، وتنهاهم عما نهاهم الله ، إن أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك". وأضاف الشيخ عن تلك الآية أن لغتها تحفز الإنسان لينمي نفسه ليستفيد دنياً وآخرة وليس كما تنظر النظريات التنموية للتنمية على أنها تفيد في الدنيا فقط.


لذلك أوجب الشيخ على كل رجل بعد أن يطور نفسه أن يطور زوجته في بعدها النفسي والإيماني والأخلاقي والمعاشي وغيرها من أبعاد ، ومن بعد الزوجة تطوير الأبناء وتنميتهم إلى أن يصل ذلك الشخص للتكافل الأسري الذي عرفه الشيخ أنه شعور كل أفراد الأسرة بالرضا عن دوره في الأسرة فيؤدي واجباته بكل أريحية ويحصل على حقوقه بكل سلام وهدوء ، فتصل بذلك الأسرة للسعادة حيث يقول أمير المؤمنين (ع) أن السعادة في الرضا. أما الجزء الأخير من حديثه تحدث الشيخ عن قمة التوافق الأسري وهو التوافق بين الزوجين ، وهو الرضا الذي يتم من خلال الإشباع ، وذهب الشيخ لأبعد من ذلك فقال أن العلاقة الجنسية بين الزوجين تحتاج لمصارحة بينهما ليصل كل منهما إلى الأشباع والرضا ، فإن لم يحصل الرضا في العلاقة الجنسية ربما أثرت في بقية الأمور في الحياة ، وقال الشيخ أن العلاقة الجنسية الخاصة تمر بأربع مراحل وهي مرحلة الإثارة أولا ثم مرحلة النضج والمقصود بها هو تحرك الهرمونات الجنسية داخل الجسم وتسخين المناطق الخاصة فتصبح مهيئة ، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الذروة التي يصل بها الرجل للإنزال والمرأة حين الارتعاش ، وآخر مرحلة هي مرحلة الارتخاء ، وأوضح الشيخ أن كل فرد يصل لتلك المراحل في وقت مختلف عن الآخر فالرجل مثلا يثار بسرعة ويشبع حاجته بسرعة وأما المرأة فهي بطئية ولذلك يجب التوافق والتفاهم لكي يتأكد كل منهما أنه أشبع رغبة الآخر. وبعد الوصول لهذا النوع من التوافق ينبغي الالتفات فيما له بالعلاقة بالأسرة كالاتفاق على طريقة تربية وتنشئة الأطفال.


وفيما يلي بعض الصور من المجلس الرمضاني ، تسبقها صور لأفراد من عائلة المرحوم علي أحمد آل حيدر ولقائهم من بعض أفراد عائلتهم الذين لم يلتقوا بهم لمدة طويلة.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع