تعد المجالس الرمضانية ظاهرة اجتماعية في مملكة البحرين فهي تساهم في تعزيز اللحمة الوطنية، وتوطيد العلاقات بين الأفراد، فهي تجمع الغني والفقير والصديق والغريب والأهل والأصحاب ،وهذا يعزز الثقة والتبادل بين شرائح المجتمع البحريني بل إنّ مملكة البحرين شهدت خلال العقد الأخير من القرن العشرين والسنوات الثلاث الأولى من الألفية الثالثة زيادة ملحوظة في عدد المجالس الرمضانية.
هذه النعمة أنعمها الله عز وجل في هذا الشهر المبارك ولكن نحن بحاجة إلى تجديد هذه النعمة والخصلة الإيمانية والإجتماعية من خلال التنوع في محتوى المجالس الرمضانية، فالقرآن الكريم يجمعنا وهو المصدر الأساسي في حياتنا وعيشنا إلى جانب أمور تتعلق بمحتويات القرآن ومعارفه، فلو كانت هذه المجالس متنوعة في معارفها الإسلامية إلى جانب تخصيص كل مجلس بجانب معين لخرجنا من هذا الشهر ونحن على ثقافة ودراية تامة بالعلوم الدينية.
فالمجالس الرمضانية يجب أن تكون قريبة كل القرب في خدمة الدين، فلو خصّص بعض المجالس لقراءة الصحيفة السجادية فلاشكّ بأنها تعطي طابع روحاني في الموسم والآخر خصص قراءة مقتطفات من نهج البلاغة ستعم الفائدة أكثر إلى جانب عقد جلسات للتفسير والتدبر والتأمل في آيات القرآن..أليس التفكر ساعة خير من عبادة سنة.
وفي الأخير فأنت قد تعمر سبعين عاماً تقرأ القرآن وتحضر المجالس القرآنية ولكن من غير توجه تام أو تفكر وتبصّر، ولكنك حين تتأمل بآية أو دعاء أو خطبة لأحد المعصومين لا ينقطع فيها تفكيرك وتوجهك واتصال كيانك بالله عز وجل من خلال شعورك وعقلك وبدنك، فتلك هي العبادة الحقة التي ربما تعادل سن السبعين التي قضيتها في العبادة.
حسن منصور
16/7/2013
التعليقات (0)