شارك هذا الموضوع

التنمية الأسرية ، بين نظرة الإسلام والنظريات التنموية

طرح الشيخ عبدالمجيد العصفور عنوانا آخر عن أوائل الليالي ، فبعد أن كان طرحه عن التنمية الشخصية ، صار الطرح عن التنمية الأسرية فافتتح الكلام بالآية المباركة (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وقال الشيخ أنه سيبين الاختلاف بين نظرة الإسلام ونظرة النظريات التنموية للأسرة ، فالإسلام ينظر للأسرة أنها اللبنة الاجتماعية الأولى التي تقوم بدورين تنمويين الأول على صعيد تنمية الجانب الشخصي في أفراد الأسرة والآخر على صعيد تنمية الأسرة مجتمعياً لأداء دورها المطلوب فيه ، أما نظرة أدبيات الأمم المتحدة حول الأسرة فهي نظرة مقلقة تبعث على عدم إعطاء دور للأسرة في التنمية ، من هنا قال الشيخ أن النظريات التنموية لا تريد للأسرة أن تقوم بدور تنموي بل تريد تحطيم الكيان الأسري باسم التنمية. وأكد الشيخ هذا الكلام بمثال "حرية المرأة" حيث أنهم يقولون أن المرأة يجب أن يكون لها دور في المجتمع من خلال عملها وهذا يدمر دورها في الأسرة ، أو مثلا بأنهم يقولون أنه لا وصاية للرجل على المرأة ، عكس ما نقول وما يقول الإسلام ، حيث قال تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) ، وأيضاً هم يرفضون فكرة نفقة الرجل على المرأة ويرون أنه يجب على كل شخص أن يصرف على نفسه ويجب على المرأة أن تساعد الرجل في المصاريف المختلفة ، كل ذاك يختلف الإسلام معه حيث يرى أنه يدمر دور المرأة الذي سنده لها ، فهي يجب عليها أن تربي أبنائها التربية الصالحة لترفد المجتمع بجيل صالح.


ومن ضمن النقاط التي ذكرها الشيخ مختلفة بين نظرة الإسلام والنظريات التنموية أن الغرب يستنكرون تقييد حرية الرجل أو المرأة في التناول الجنسي وهم يتفاخرون بالجنس المثلي ، وهذا الشيء يرفضه الإسلام حيث أن الأسرة تتماسك بوجود رجل وإمرأة معاً وهو ما خلق الله الناس عليه فطرياً وبه يتكامل الناس ويطورون أنفسهم ذاتياً ، ثم قال الشيخ العصفور أن الإسلام يشجع على البناء الأسري ، فمن سعى في تزويج شخصين له بكل خطوة حسنة ، وذكر الشيخ أيضا أنه جاء في كتب الاحاديث ان امرأة سألت ابا جعفر الباقر ( عليه السلام ) : فقالت : اصلحك الله اني متبتلة. فقال لها : وما التبتل عندك ؟ قالت : لا اريد التزويج ابداً. قال : ولم ؟ قالت : التمس في ذلك الفضل. فقال : انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة ( عليها السلام ). وبين الشيخ بعدها فائدة الزواج من خلال الآية في بداية الحديث حيث أن الزواج يخلق الحب والرحمة وهو ما يحتاجه كل شخص في الحياة ، فالزواج يوفر كلا الأمرين. وفي النهاية حذر الشيخ من البقاء عازبا دون زواج فذكر عن النبي (ص) أنه: شرار أمتي العزاب ، وأنه: أكثر أهل النار العزاب.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع