تحدث الشيخ عبدالمجيد العصفور في ثامن ليالي شهر رمضان المبارك عن ضعف الإنسان التي ذكرها القرآن الكريم ، فافتتح كلامه بقول الله عز وجل " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) " ، فقال في مقدمة موضوعه بأن التنمية الشخصية في الإسلام تتخذ مسارين متلازمين وهما التطوير والتطهير ، ولا يتم التطوير إلا بالتطهير تماما كبناء البيت فهو يحتاج لتجهيز الأساس أولا ليتحمل البناء. فلذلك قال الشيخ العصفور أنه لتطوير الشخصية يجب التغلب على العوائق والمعوقات والذاتية والتخلص منها قبل أن يتجه الإنسان لتطوير ذاته ، فإن احتمال سقوط الإنسان كبير إن لم يطهر نفسه من تلك المعوقات.
وذكر الشيخ عبدالمجيد عددا من نقاط الضعف التي لا يمكن القضاء عليها والدليل أنه لا يمكن القضاء عليها هي الآية القرآنية ( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) وقول الإمام علي عليه السلام: ِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ مَكْتُومُ الْأَجَلِ مَكْنُونُ الْعِلَلِ مَحْفُوظُ الْعَمَلِ تُؤْلِمُهُ الْبَقَّةُ وَ تَقْتُلُهُ الشَّرْقَةُ وَ تُنْتِنُهُ الْعَرْقَةُ. ونقاط الضعف هي الشهوة التي تحتاج إلى سيطرة من عند الإنسان عليها وهي من أوضح نقاط الضعف في الإنسان ، وتلاها ظلم الإنسان وجهله ، (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً). وأما نقطة الضعف التي بعدها فهي أن الإنسان كثير الجدل كما دللت الآية المباركة التي تقول (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا). واستمر الشيخ العصفور بذكر نقاط الضعف التي تعيق الإنسان من تطوير ذاته فقال أن الإنسان كفور كما تقول الآية المباركة (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا) ، أما آخر نقطة ضعف ذكرها الشيخ فهي الأوهام التي يعيشها الإنسان وضرب عليها مثلين من قصص واقعية ارتبطت بالجن، بين فيها أن البعض يخدع بأوهام وهو ضعف كبير.
وقال الشيخ العصفور أن الإمام زين العابدين في دعاء لطيف لخص حالة الإنسان وضعفه حيث يقول سلام الله عليه: إلهِي إليْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً، وَإلَى الْخَطيئَةِ مُبادِرَةً، وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً، وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً، تسْلُكُ بِي مَسالِكَ الْمَهالِكِ، وَتَجْعَلُنِي عِنْدَكَ أَهْوَنَ هالِك، كَثِيرَةَ الْعِلَلِ طَوِيلَةَ الاَمَلِ، إنْ مَسَّهَا الشَّرُّ تَجْزَعُ، وَإنْ مَسَّهَا الْخَيْرُ تَمْنَعُ، مَيَّالَةً إلَى اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ، مَمْلُوَّةً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهُوِ، تُسْرِعُ بِي إلَى الْحَوْبَةِ، وَتُسَوِّفُنِي بِالتَّوْبَةِ. إلهِي أَشْكُو إلَيْكَ عَدُوّاً يُضِلُّنِي، وَشَيْطانَاً يَغْوِينِي ، وبه كان الختام.
للاستماع للمحاضرة صوتياً : إضغط هنا
لمشاهدة المحاضرة مرئيًا : إضغط هنا
التعليقات (0)