شارك هذا الموضوع

أبو طالب وإيمانه من خلال أشعاره

بمناسبة وفاة أبي طالب عليه السلام طرح الشيخ عبدالمجيد العصفور قول الله عز وجل (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) التي يقول عامة المسلمين فيها أنها نزلت فيه عليه السلام ، حيث يقولون أنه رفض النطق بالشهادتين حين كاد أن يموت فيقولون أنه مات كافرا ، بينما من المفترض أن يحترموه ويقدروه ، وبين الشيخ العصفور أنهم أسندوا كلامهم هذا لما يرويه أبو هريرة مباشرة عن الرسول (ص) ، لكن الشيخ رد بأن أبو هريرة أسلم بعد الهجرة ومن غير المعقول أنه ينقل مباشرة عن الرسول تلك الحادثة وهو لم يكن مسلما قبل الهجرة وقبل وفاة أبي طالب ، فربما يكون الكلام متقولا عليه أو اشتباه ، وأكد الشيخ على رأي الإمامية حيث أن أهل البيت عليهم السلام هم أخبر وأعلم بأمور أقرباءهم أكثر من أي أحد آخر ، وقد نقل عن أحد الأئمة أنه لو وضع إيمان أبو طالب في كفه وإيمان الخلائق في كفه لرجح إيمان أبو طالب (ع). وبغض النظر عن أي أحاديث أو روايات فإن مواقف أبي طالب المشرفة تبين أن قلبه مسه الإيمان ، لكن الشيخ عبدالمجيد أبدع حيث لم يختر المواقف التي يعرفها كل الناس بل اختار أن يؤكد على إيمان أبي طالب بأشعاره التي كتبها بنفسها وعدد كثيرا منها واحدا تلو الآخر إلى أن عرج على مصاب مسلم بن عقيل ، ابن أخ صاحب المصاب ، وهذه الأشعار هي كالتالي:


أَنتَ الرَسولُ رَسولُ اللَهِ نَعلَمُهُ *** عَلَيكَ نُزِّلَ مِن ذي العِزَّةِ الكُتُبُ


يَقولون لي دع نَصرَ مَن جاءَ بِالهُدى *** وَغالِب لَنا غِلابَ كُلِّ مُغالِبِ


وَسَلِّم إِلَينا أَحمَداً وَاِكفَلَن لَنا *** بُنيّاً وَلا تَحفل بِقَولِ المُعاتِبِ


فَقُلتُ لَهُم اللَهُ رَبّي وَناصِري *** عَلى كُلِّ باغٍ مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبِ


واللهِ لن يَصلوا إليكَ بجمعِهمْ *** حتى أُوَسَّدَ في الترابِ دَفينا


فاصدَعْ بأمرِك ما عليكَ غَضاضة ٌ *** وأبشِرْ بذاكَ، وقرَّ منهُ عُيونا


ودَعَوْتَني، وزَعمتَ أنك ناصحٌ *** ولقد صدقْتَ، وكنتَ ثَمَّ أَمينا


وعَرضْتَ دِيناً قد علمتُ بأنَّهُ *** مِن خيرِ أديانِ البريَّة ِ دِينا


 لولا المَلامة ُ أو حِذاري سُبَّة ً *** لوجَدْتني سَمحاً بذاك مُبِينا


 


لَقَد أَكرَمَ اللَهُ النَبِيَّ مُحَمَّداً *** فَأَكرَمُ خَلقِ اللَهِ في الناسِ أَحمَدُ



وَشَقَّ لَهُ مِن إِسمِهِ لِيُجِلَّهُ *** فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ


وغيره من الأشعار الكثير.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع