بقول الباري عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) افتتح الشيخ عبدالمجيد العصفور مجلسه الرمضاني بحسينية الحاج أحمد بن خميس ثم انطلق بقوله أن نظريات التنمية الحديثة لا تضع لك طريقا واضحا وواحدا تمشي عليه لتصل إلى النجاح ، بل بينت أن على كل إنسان أن يضع له أهدافا وخططا وأنشطة لتحقيق ما يرغب فيه ، وأشار الشيخ العصفور إلى أن القرآن والإسلام أيضا أمروا بوضع الخطط كما في الآية بداية الحديث حيث قالت ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ) ، فإن أراد شخص وهدف إلى أن يقوي علاقته بربه يجب أن يسعى ويضع خططا وتصاميم ويلتزم بها ، والأمر بالتقوى وضحه العصفور بأنه التشديد على أهمية الالتزام بالقيم ، وقال أن الناجحون هم من يلتزمون بقيم محددة ، ثم ذكر عددا من القيم التي هي موجودة من قبل علماء التنمية كتقدير الذات ، أو احترام الآخرين ، أو تقدير وقت الآخرين ، أو الانفتاح على الناس. وبذلك فإنه للوصول لله وبناء علاقة صحيحة معه وقوية يجب الالتزام بالقيم التي أمر الله بها والابتعاد والنأي عن ما نهى عنه ، وحساب كل خطوة والتساؤل عما إذا كانت ترضي الله أم لا ؟ وأكمل الشيخ عبدالمجيد الحديث في سياق الآية فقال في (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) بأن الحياة فيها مجموعة من الاختيارات ويجب على كل شخص أن يحدد مساره وكذلك هدف تقوية العلاقة بالله عز وجل ، فكل شخص له منظار آخر يرى به الوصول لله أفضل ، فبعض يرى أن الجهاد مثلا هو الطريق لتقوية العلاقة بالله وآخر يظن أنها العبادة بينما يصر آخرون على أن أداء حوائج الناس هو الطريق الصحيح ، والمهم في النهاية أن يخطط الإنسان بصورة سليمة للطريق الذي اختاره. أما في (وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ) فقال الشيخ عبدالمجيد أنه ليس المقصود بالجهاد هو القتال بل هو البذل في سبيل الله ، وقال أن الجهاد يكون عبر الوقوف في وجه العوائق والمثبطات والمنغصات ، ولتتغلب على الضغوطات والصعوبات يجب أن تحصل على مهارات ، فعلماء التنمية مثلا أبرزوا مفاهيم التدرب على مواجهة الضغوطات أو التدريب على إدارة الوقت أو غيرها ، وكذلك تصيب الإنسان عوائق في طريقه لله فيجب عليه أن يصبر فالضغوطات شيء إيجابي حيث أن الله عز وجل يريد أن يرى عباده وما يصنعون في هذه البلاءات كما في قوله (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ، ونهاية التخطيط السليم توصل الإنسان للفلاح وهو النجاح في الدنيا والفوز في الجنة بالآخرة.
للإستماع الى المحاضرة صوتيًا : إضغط هنا
لمشاهدة المحاضرة مرئيًا : إضغط هنا
التعليقات (0)