شارك هذا الموضوع

الإسلام ونظرته للاقتصاد

استهل الشيخ عبدالمجيد العصفور أحاديثه الرمضانية في حسينية الحاج أحمد بن خميس بقول الله عز وجل (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)، ودار الحديث حول الاقتصاد والتنمية فقال العصفور بداية أن الخروج من التخلف للتقدم بالنسبة للبلدان والمجتمعات هو هاجس أممي بذل فيه علماء اقتصاد واجتماع وسياسة وقانون ومختلف العلوم ليتوصلوا لاكتشاف سر التخلف والتقهقر وطريقة التقدم ولأن الغرب هو من يقود الحضارة في اللحظة الراهنة فإنه بذل جهودا علمية للتوصل إلى كيفية إخراج البلدان المتأخرة لتلتحق بالعالم الأول ، وما شجعه هو اعتقاده أنه نجح في تجربته بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية ، حيث وضعت الولايات المتحدة خطة سميت بمشروع مارشال حيث تتكفل فيه الدول المتمكنة لتأهيل دولة ألمانيا ما مكنها من الوقوف على رجليها وتكون من الرواد في الاقتصاد ، وهذا أقنع البلدان الغربية بنجاح خطة النمو الاقتصادي الذي يعني رفع نسبة الدخل القومي التي تعتبر نامية إذا كانت أعلى من الزيادة السكانية ، فأخذت هذه الدول المتقدمة بإرسال الأموال للدول المتخلفة لعل اقتصادها يزدهر وينمو ، لكن لكن سرعان ما فشلت الخطة حيث أصيبت بعض الدول بالعجز نتيجة تراكم الديون ، فلجأ العلماء في الغرب للتنمية الاقتصادية حيث يوزع فيه الدخل القومي بتوزيع عادل ، لكن حتى هذه الطريقة لم تكن ترضيهم فأتوا بما يسمى بالتنمية الشاملة التي لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي وإنما تنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفي مختلف القطاعات ، لكن خططهم هذه دمرت البيئة أو استنزفت الطاقات والموارد البيئية الطبيعية ، ما أبرز مفهوم التنمية المستدامة الذي يأخذ بالاعتبار البيئة والأجيال القادمة ، وفي نهاية المطاف علموا أن المحرك للتنمية ليس المال بل هي الموارد البشرية التي يجب أن تكون هدف التنمية ووسيلتها ، فتغيرت النظرة للإنسان حتى وصلوا للتنمية البشرية ، وهناك مؤشرات لهذا النمو ، التعليم والصحة والدخل الفردي ، لكنهم أيضا وجدوا أن الدول لا تستطيع أن تنمو بشريا إذا كانت الحكومات ظالمة أو فاسدة فوضعوا مؤشر للفساد وآخر للحرية والمهم أن هذه الجهود من سنة 1948 إلى الآن وبمؤتمراتهم ودراساتهم وصلوا للنهاية هي أن الإنسان ينبغي أن يكون هو هدف التنمية. وبعد هذا الحديث المطول عن المصطلحات الاقتصادية التي طرحها الشيخ وشرحها شرحا مبسطا التي هي (النمو الاقتصادي - التنمية الاقتصادية - التنمية الشاملة - التنمية المستدامة والتنمية البشرية ) قال أن الدين الإسلامي وصل لنتيجة ما توصلوا له هؤلاء العلماء في بدايته ، حيث أن الآية الكريمة السابق ذكرها أبرزت مفهوم التنمية من خلال كلمة "يزكيهم" ما يعني أن الإسلام قد وضع خطة شاملة للتنمية وللتقدم ولذلك أصر الشيخ على أنه ينبغي علينا الافتخار بإسلامنا وبنبينا وبالأئمة عليهم السلام ، فالإمام علي على سبيل المثال وضع خطة مدروسة في عهده لمالك الأشتر وضح له فيها طريقة حكمه لمصر بطريقة تخدمها وتطورها، ومن باب فخرنا بالإسلام وضح الشيخ أننا يجب أن نعتبر أن صومنا تشريف لنا وليس تكليف، لأن الصيام أصلا نهايته التقوى والتقوى طريق للفلاح والنجاح وهو من ما تريد التنمية أن تصل إليه بطبيعة الحال.

للإستماع الى المحاضرة صوتيًا : إضغط هنا
للإستماع الى المحاضرة مرئيًا: إضغط هنا

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع