شارك هذا الموضوع

محاضرة وقفات مع بعض الجوانب المخفية من تاريخ البحرين

آل عباس: أدعو الشباب لبحث وتوثيق تاريخ البحرين


كتب: حسن النافع – حسينية بن خميس
ضمن فعاليات اللجنة الثقافية في حسينية الحاج أحمد بن خميس بقرية السنابس استضافت الحسينية مساء أمس الأول الأحد الموافق 10 مارس 2013 م الباحث جاسم حسين آل عباس مؤسس موقع سنوات الجريش المهتم بتوثيق تاريخ البحرين وذلك تحت عنوان "وقفات مع بعض الجوانب المخفية من تاريخ البحرين" وقدّم له الأخ رائد البصري.


افتتح آل عباس الندوة بالحديث عن جغرافية إقليم البحرين قديماً والذي كان يمتد من حدود البصرة شمالاً حتى رأس عمان جنوباً وكان يشمل هجر (الإحساء حالياً) والخط (القطيف حالياً) وأوال (جزيرة البحرين) وأهمية الموقع الجيواستراتيجي له. ثم انتقل للحديث عن سكان البحرين الأصليين والقبائل التي ينتمون إليها وهي حسب الباحث ثلاث هي عبدالقيس بن ربيعة، و بكر بن وائل، و بنو تميم.


ونوّه على أن قبيلة عبد القيس فقط هي من استمر وجودها في البحرين ولم تهاجر وكانت تمثل جلّ سكان البحرين في صدر الإسلام.


و ذكر آل عباس العديد من المناقب والفضائل التي خص بها الإسلام والرسول(ص) أهل البحرين ومنها دخولهم الإسلام طائعين غير مكرهين ولا موتورين من غير حرب ولا قتال، و أنهم خير أهل المشرق كما ورد في الحديث، أضف إلى ذلك شكلّوا بإسلامهم مصدر عزة و قوة ومنعة للمسلمين بما يشكلون من ثقل وقوة اقتصادية كبيرة، وأنهم لم يعرفوا الردة بعد وفاة الرسول(ص) واستشهد في ذلك بالعديد من الروايات الشريفة.


بعد ذلك انتقل الباحث للحديث عن الأطماع الخارجية التي لم تتوقف على مر العصور نظراً لما تتمتع به البحرين من خيرات وثروات، والتي ترجمت على أرض الواقع لغزوات ووقائع وحوادث مؤلمة جرت على أهل البحرين، ومنها غارات الخوارج العمانيين على البحرين وحصارها ثلاث مرات وغزوها غدراً بعد أن أعطوا الامان لأهلها وأحدثوا فيها مقتلة عظيمة تذكرها كتب التاريخ وعاثوا فيها فساداً وأحرقوا قراها وبساتينها.


ومن أسماء هذه الوقائع ذكر آل عباس (وقعة سماهيج) التي قتل فيها أكثر من 50 فرداً، و(وقعة كربلاء) التي حدثت في جزيرة النبيه صالح وسميت كذلك لهول ما حصل فيها.


وترتب على هذه الأحداث وما تلاها هجرات مستمرة لأهل البحرين منها إلى المناطق المحيطة كالقطيف والإحساء في شبه الجزيرة العربية، والبصرة في العراق، والمحمرة وبندر لنجه وبهبهان وشيراز في إيران وعلى سواحلها"، وأشار آل عباس إلى أن بعض هذه الهجرات كانت مؤقتة وتنتهي بالعودة، وأخرى دائمة استقر فيها أهل البحرين في تلك المناطق وعمروها ولهم وجودهم المشرّف فيها حتى وقتنا الحالي.


واختتم آل عباس المحاضرة بالإشارة إلى العدد الهائل من القرى التي هجرها أهلها وانقرضت في البحرين وحاجتها للدراسة والاهتمام من قبل الأكاديميين والباحثين لما تحويه بين جنباتها من تاريخ قيّم يروي ما حدث على هذه الأرض، ودعا الشباب للبحث والتوثيق كل حسب مقدرته وطاقته حتى ولو كان ذلك في حدود قريته أو عائلته، و ذكر من هذه القرى: الفارسية (بين جو وعسكر)، الجبور (بين صدد وشهركان)، أم الصمان (جنوب البحرين)، عالي حويص (بمنطقة عالي)، بربورة (بين سند والنويدرات)، الرويس (قرب بر سار).
 
هذا وحرص على حضور المحاضرة عدد الباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي ولاقت صداً طيباً وتفاعلاً كبيراً لدى الجمهور الذي أشاد بالمجهود الجبار الذي بذله الباحث آل عباس وتمنوا له التوفيق والنجاح في حفظ تراث البحرين.


وفي الختام قامت الحسينية بتقديم هدية تذكارية للباحث جاسم آل عباس وشكر وتقدير لتلبية الدعوة في المشاركة بأنشطة الحسينية الثقافية.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع