تحدث الخطيب الشيخ علي البني عن حديث النبي (ص): (من بكى مصاب هذه البنت كان كمن بكى على مصاب أخويها الحسن والحسين)، فقال أن صريح الروايات تقول أن معرفة المعصوم لا تتأتى للعقل البشري إذ أن العقل البشري محدود ولا يمكن له إدراك حقيقة المعصوم ، وقد أكد الشيخ الكلام السابق بحديث عن رسول الله (ص) يقول فيه: (يا علي ما عرف الله إلا وأنت وما عرفك إلا الله وأنا) ، وعلق الشيخ على هذه الرواية بأنها صريحة بأن مقام علي عليه السلام لا يدركه أحد من البشر، وقد ورد في رواية أخرى أن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، ثم طرح الشيخ علي المشكلة وهي أن هذه الروايات تتعارض وطائفة أخرى من الروايات كالرواية التي تقول (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية) وفي موضع آخر يقول الهادي عليه السلام في الزيارة الجامعة (من عرفكم فقد عرف الله ومن جهلكم فقد جهل الله)، فمن هذا التعارض بين الروايات نقدم أي منها على الأخرى ؟
والغريب أن العلماء كما وضح الشيخ يقولون أنه لا تعارض بين تلك الطائفتين لأن الأولى صحيحة بالوجدان إذ لا يمكن للعقل البشري أن يعرف مقام المعصوم وإنما تأمر الروايات الأخرى بمعرفة الله بغير العقل أي بما عرف الله به أهل البيت عليهم السلام أو بما عرفوا هم به أنفسهم ، وتحدث الشيخ بعدها عن اختلاف مستوى معرفة المعصوم وبذلك ستختلف معرفة الله من شخص لآخر، ثم عرج الشيخ البني لمقام من هو دون المعصوم وطرح تساؤلا حول كيفية معرفة مقامهم وأجاب أنهم يعرفون بروايات أهل البيت عليهم السلام، وضرب مثالا على السيدة زينب عليها السلام فأتى بروايات تتكلم عنها، فعن السجاد عليه السلام يقول (أنت بحمد الله عالمة غير معلمة) أي أن العلم قد ألقي في قلبها وذهنها وهذا لا يتأتى إلا لمن أخلص لربه أربعين صباحا كما قال الرضا عليه السلام (ما أخلص عبد لله أربعين صباحا إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)، وهذا العلم قد بان من خلال ما ألقت على يزيد بن معاوية في مجلسه وهي مسبية وواقفة أمام "حاكم"، وبذلك عرج الشيخ لرثاء السيدة زينب ومصابها بعد فقد أخيها وسبيها.
التعليقات (1)
سنابسي
تاريخ: 2012-11-27 - الوقت: 05:52 مساءًالسلام عليكم و مأجورين بغيت أشكركم على الجهود الجبارة المبذولة من قبلكم في سبيل خدمة ابي عبدالله الحسين (ع) و أطلب رفع مجلسي الشيخ حسن القيدوم يوم رابع و يوم ثاني و يوم عاشر صوت ، و كذلك موكب الزنجيل لليلة تاسع و يوم عاشر ....مأجورين