افتتح الخطيب الشيخ علي البني حديثه بقول الباري عز وجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ثم قال : يستظهر من الآيات ومن صريح الروايات على أن معرفة أهل البيت (ع) ومحبتهم توصل الإنسان لحقيقة الدين، وبعبارة أخرى قال البني أنه حين الوقوف على بعض الآيات والروايات يمكن الاستظهار منها على أن الوصول لحقيقة الدين متوقفة على ركيزتين وأولاهما هي معرفة أهل البيت أما الأخرى فهي محبتهم عليهم السلام وتوقف الشيخ حول هاتين الركيزتين بمزيد من البيان فقال في الأولى ما يلي:
روي عن الباقر عليه السلام أنه قال (إنما يعبد الله من عرف الله) حيث أن العبادة لا تتحقق إلا من شخص يعرف الله، فقال شخص للإمام وما معرفة الله ؟ فرد الإمام عليه السلام (التصديق به -أي بالله- وبرسوله وموالاة علي بن أبي طالب والإئتمام به ومن ذريته هكذا يعرف الله وإلا فلا) مما يثبت الركيزة الأولى، أما في إثبات الركيزة الثانية فنقل الشيخ علي الرواية التي تقول أن رجلا جاء مشيا من خراسان لمدينة رسول الله للإمام سلام عليه، فسأله الباقر (ما الذي حداك على هذا ؟) قال إنما هو حبكم أهل البيت ، قال الإمام عليه السلام (لو أن حجرا أحبنا لحشرنه الله معنا وهل الدين إلا الحب ؟!)
ولخص الشيخ البني النتيجة أن حقيقة الدين متوقفة على ولاء أهل البيت وحبهم، وكون دين الله يتوقف على هاتين نزلت آيات كالتي في بداية الحديث وأردف الشيخ أنه حتى لا يكون الكلام بدعا نقف على رواية يرويها الرضا عليه السلام في إحدى مناظراته التي وقع الحديث فيها على اصطفاء أهل البيت، الإمام ذكر 12 آية منها الآية السابقة، تقول الرواية أن المسلمين جاؤوا للرسول فقالوا عرفنا التسليم فكيف نصلي عليك قال تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حكيم مجيد، فقال المأمون أفي الآل شيء أوضح من هذا قال نعم من تقولون في قوله (يس) فأجمع الكل على أنه النبي الأعظم فقال الإمام إن الله جعل في هذه الآية فضلا لمحمد وآله، حيث أن القرآن لم يسلم إلا على الأنبياء لكن لما وصلت النوبة لياسين قال (سلام على آل ياسين) ومعناها سلام على آل محمد (ع).
ثم تحدث الشيخ عن قول العلماء أن هناك جملة من العبادات مقترنة بأهل البيت (ع) وهي من أفضل العبادات، بحيث أنه إن لم يذكر فيها اسم أهل البيت تكون العبادة باطلة وبعضها كمالها وتمامها يكون بذكرهم، أولى تلك العبادات هي الصلاة التي هي معراج كل تقي، وهي مقرونة بذكر أهل البيت حيث ينبغي ذكر اسم النبي (ص) في الصلاة بإجماع المسلمين، والعبادة الأخرى هي الهجرة لله (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) وقال الشيخ أنه ليس المراد بالهجرة هي هجرة الأهل والأولاد بل المراد منها هي هجرة الذنوب والمعاصي حيث يقول النبي محمد (ص) أن الهجرة هي هجرة الذنوب وهذه العبادة هي طريق للتكامل ودلل الشيخ على هذه العبادة بشاهدين أولهما النبي إبراهيم الخليل الذي قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين والشاهد الثاني هو موسى الكليم الذي قال وعجلت إليك ربي لترضى، وربط الشيخ بين هذه العبادة واقترانها بأهل البيت بذكر الآية لكلمة "ورسوله" التي لم يفرقها القرآن عن الهجرة لله)، حتى أن النبي آدم لما أخطأ رفع يديه وقال "رب اغفر لي بحق محمد وآل محمد ".
ومن الجدير بالذكر أن زيارة الإمام الحسين قد تواصلت قبل الخطيب وكانت هذه الليلة بمشاركة القارئ عبدالأمير السترواي.
التعليقات (0)