دار حديث الخطيب الذي بدأ بعد قراءة زيارة الإمام الحسين بمشاركة سيد مصطفى الكراني الشيخ علي البني حول الآية المباركة قال تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ ) تتحدث الآيات القرآنية بأن هناك خصوصيات من الله بها على النبي (ص) من جهة ارتباطه بأزواجه واحدة من هذه الخصوصيات هي الآية المقدمة في أول المجلس هذه خصوصية جعلت للنبي (ص) دون غيره، يقول علماؤنا بأن هناك خصوصيات جعلت للنبي بعضها كونية وأخرى شرعية وهناك في ما يرتبط بعلاقة النبي (ص) بأزواجه، مثلا عندما نأتي للخصوصيات الكونية، يقول العلماء أن النبي (ص) تنام عينه ولا ينام قلبه ومعنى ذلك بأن قلب النبي حتى في ساعة النوم يعي ويدرك، ومن الخصوصيات الكونية أيضا أنه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، بالإضافية للخصوصيات التكوينية هناك خصوصيات شرعية ومنها أنه ورد في الروايات أن صلاة الليل واجبة على النبي مع أن الصلاة مستحبة لعامة الناس وأيضا أن النبي لا يجوز له حين يلبس لامة حربه أن ينزعها إلا بدخوله الحرب، وهناك خصوصيات جعلت لأزواج الرسول (ص) ولولا أنهن زوجات للرسول لما كانت الخصوصيات ثابتة لهن، أولى الخصوصيات أن القرآن وشريعة السماء قائمة على أن أزواج النبي موقعيتهم عند المؤمنين أنهم أمهاتهم، فعلام يدلل هذا الموقع ؟
الآية تكني عن حرمة الزواج بهن، والروايات ما بينت الحكمة من تحريم الزواج من بعد النبي، لكن البعض يستقرب فيقول أن هذا تشريف لهم لأنه لا يوجد أفضل من النبي في معاملته مع زوجاته، والخصوصية الثانية أن رسول الله خيرهن بين البقاء عنده أو تسريحهن لذلك نزلت الآية (إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً ) فالنبي حياته وقف لله وبها خشونة المأكل والملبس والخصوصية الثالثة أنهن تميزن بين النساء ولذلك خاطبهن القرآن بالآية المباركة (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) وأضافت الآيات (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، وآخر خصوصية هي البعد الروحي (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).
وخلاصة القول أن النبي (ص) وهو فوق الشبهات التي طرحها الفيلم الذي عرض مؤخرا، وانتقد الشيخ الروايات المسيئة للنبي في كتب المسلمين وقال أن كل ما يخالف القرآن من الروايات يجب نفيه ورميه، وبذلك يجب علينا تنقيح الروايات بحيث لا تناقض القرآن ولا تناقض قداسة شخصية الرسول التي وصفها القرآن أنه وعلى خلق عظيم، وقال الشيخ أيضا أن ذكر القرآن لعلاقة النبي مع أزواجه إنما لجعله قدوة للأزواج.
التعليقات (0)