دار حديث الخطيب الشيخ علي البني - الذي ابتدأ بعد زيارة الحسين عليه السلام بمشاركة من الأخ محمد ناجي (أبو عباس) - عن تكامل الملكة الأخلاقية عند العباس عليه السلام، فاختار أن يبدأ حديثه بقول الإمام الصادق عليه السلام (رحم الله عمي العباس كان نافذ البصيرة صلب الإيمان)، ثم ذكر الشيخ البني موقفين يبينان تكامل أخلاق العباس، أولهما رفضه الأمان الذي عرض عليه من قبل الشمر في ليلة العاشر رغم أنه يعلم أنه سيقتل، والموقف الآخر هو إيثاره وتركه شرب الماء.
وعرج الشيخ بعد تلك المقدمة إلى نقطتين أولاهما بيان تعريف الخلق، فنقل الشيخ عن السيد عبدالله شبر أن المراد من الخلق هيئة راسخة في النفس تصدر منها الأفعال بسهولة ويسر، وأضاف بأن النراقي قال أن الخلق ملكة في النفس والملكة كيفية نفسية تزول من الإنسان ببطء، ومن هذا انتقل للنقطة الأخرى التي تحدث فيها عن مراتب الخلق، وهي ثلاثة:
1- أن يكون الخلق على نحو الحال في النفس الإنسانية فبعض الأحيان يكون الخلق حالا ويزول بزوال المؤثر، فمثلا لو عاد إنسان من الحج لتوه تكون عنده حالة روحية للتعلق بالعبادة، وهذه الحالة إنما بسبب المؤثر الذي هو الحج، ولكن هذه الحالة تتلاشى شيئا فشيئا.
2- أن يكون الخلق ملكة وهي اشتداد للحالة السابقة، وقال الشيخ هنا ليبين المعنى أنه لا يمكن تسمية الكريم كريما ،إلا إذا كان ديدنه الكرم وليس إذا كان كريما لمرة واحدة وهنا يكون خلقه "الكرم" ملكة.
3- مرتبة الاتحاد وهذه هي أولى مراتب العصمة ، حيث أن المعصية لا تصدر من المعصوم لأن العدل اتحد مع ذاته فلا يقترف المعاصي وضرب الشيخ مثالا من القرآن عن يوسف عليه السلام في الآية (وراودته التي هو في بيتها ..) التي قال علماء اللغة فيها في خصوص "التي هو في بيتها" أن الله عز وجل حذف المسند وجاء بصلة الموصول، و قالوا أن الله عز وجل أراد بذاك إبانة قرب يوسف من المعصية ومع قربه إلا أنه ترفع عنها وابتعد لأن صفة العفة أصبحت جزء من ذاتياته.
والمطلوب في النفس الإنسانية أن يكون الخلق ملكة، وكشف الشيخ أن الملكة يمكن تمييزها عن الحالة الخلقية بالمعاشرة والبلاء، وفي نهاية حديثه قال الشيخ البني أنه يمكن جعل الخلق ملكة بالتضرع لله أو بالصبر على الخلق، فسلام الله على صاحب الملكات الأخلاقية العباس بن علي عليه وعلى أبيه السلام.
التعليقات (0)