استحضر الخطيب الشيخ علي البني الآية المباركة (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، واختار منها كلمة (العزة) التي دار عنها حديثه، حيث قال أن العزة من القيم المعنوية والأخلاقية التي تجسدت في مدرسة كربلاء حين قال الحسين عليه السلام: "لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد"، وقسم البني حديثه لمحاور ثلاثة فأبان في الأول معنى العزة وأقسامها، ووضح عزة الفرد في الثاني وذكر بعض مظاهر العزة في كربلاء في المحور الأخير.
وقال الشيخ البني في المحور الأول أن العزة في اللغة هي الصلابة، لكن معناها اختلف حسب سياقها في القرآن الكريم، ففي الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) العزة معناها الغلبة والقهر، أما في الآية (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) فمعناها هو الندرة، وفي مورد ثالث تقول الآية المباركة (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) ومعناها هنا أنه يشق عليه ما عنتم. وقد صرح الشيخ علي أن العزة المتجسدة في كربلاء إنما المقصود بها الصلابة في الموقف، حيث كان العزيز الحسين عليه السلام ثابتا في موقفه فلم تأخذه في الله لومة لائم، ثم ذكر الشيخ أقسام العزة فقال أنها على قسمين: عزة ذاتية وعزة اكتسابية، وفصل بقوله أن العزة الذاتية لا تنفك عن حاملها، وهذه العزة متمثلة في الله عز وجل وهذا ما دللت عليه الآية (فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)، أما عزة المجتمع والمرء فهي مكتسبة من الله، والعزة تكمن في طاعة الله حيث أن من يعصي الله يكون ذليلا.
أما في المحور الثاني تحدث الشيخ عن مظهرين من مظاهر العزة، إيمانية وبها يجب نفي كل ما يتعارض معها كالانبطاح، والمظهر الآخر هي العزة السلوكية التي يجب أن تكون متمثلة ومتطابقة مع أخلاقه، وقد بانت العزة في مواقف الحسين عليه السلام حين أراد الخروج من المدينة وفي قوله للوليد "ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحرمة ومعلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله" أو قوله الآخر "موت في عز خير من حياة في ذل"، وقوله أيضا "ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ، ورسوله والمؤمنون".
التعليقات (1)
المهدوي
تاريخ: 2012-11-18 - الوقت: 11:30 صباحاًمآجورين والله يعودكم