شارك هذا الموضوع

لا تركنوا للظالم - ليلة الثاني من محرم 1434هـ

 ساق الخطيب الشيخ علي البني الآية المباركة (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)، وطرح مغالطة يسوقها بعض الباحثين متعلقة بالآية السابقة يقول الباحث فيها أنه "وإن لم يثبت للحاكم الجائر والظالم ولاية بالعنوان الأولي إلا أنه يمكن أن تثبت له ولاية بالعنوان الثانوي"، والمقصود هنا بعبارة أوضح كما ذكرها الشيخ أن معاوية ويزيد والحجاج حتى ولو لم تثبت لهم الولاية بسبب أنهم من الظالمين الذين نهى القرآن عن الركون إليهم إلا أن الولاية ثابتة لهم بركيزتين وأمرين طارئين أولهما أن ولاية هؤلاء تحفظ النظام من الفوضى أما الآخر فالقول أنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر، وقد عارض الشيخ هذه المغالطة جملة وتفصيلا، وذكر ثلاث إجابات تنقض هذه المغالطة ليثبت صحة كلامه:


 الجواب الأول هو جواب نقضي كما وصفه الشيخ قال فيه أنه بما أننا نثبت ولاية الحاكم لمبدأ حفظ النظام، لم لا نثبت للمستعمر ولاية في استعماره بنفس ذاك التعبير ؟!!، ودون مزيد من التفصيل في هذا الجواب انتقل للجواب الآخر الذي هو عبارة عن بيان شرعي، قال في هذا أن رفع اليد عن الحكم الأولي "حكم القرآن بعدم الركن للظالم" ووضعه على الحكم الثانوي لحصول أمر طارئ يحتاج إلى دليل قطعي وهذا ما لم يوجد، وذكر الشيخ في هذا السياق رواية عن الإمام الصادق عليه السلام يقول في نهايتها سلام الله عليه: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنَّما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنَّما يأخذ سحتاً وإن كان حقاً ثابتاً له، لأنَّه أخذه بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يُكفر به. ويكفي هذا القول من الإمام لتأكيد الجواب الثاني، أما الجواب الأخير فقال فيه الشيخ علي أنه حتى لو سلمنا بثبوت الولاية للظالم بالعنوان الثانوي، من قال أن ذاك الإثبات يلزم الالتزام بما يصدر من الجائر والظالم، وطرح في هذا الجواب مثالين بين بهما المعنى.


 في آخر حديثه بين الشيخ معالجتين ذكرها أهل البيت لمن يضطر للعيش في دولة الجور والظلم، والمعالجة الأولى هي التقية التي أكد عليها أئمة أهل البيت في مواضع كثرة حتى أصبحت ركيزة من ركائز الإيمان عند الإمام الصادق عليه السلام، أما المعالجة الأخرى فهي هدم حالة الألفة إن وجدت بين المؤمنين وبين الحاكم الجائر إن وجدت، وهذا ما قام به الأئمة جميعا وقد ذكر الشيخ مشهدا وموقفا للإمام الكاظم يبين أن حالة الألفة كانت معدومة بينه وبين الحاكم الجائر، وهذا ما حدث للإمام الحسين عليه السلام إذ قال "مثلي لا يبايع مثلك".

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع