نبذة مختصرة عن حياة الحاج أحمد بن خميس
يُقدَّر مولد الحاج أحمد بن علي بن خميس التقريبي في العام 1860م، حيث وُلِدَ في قرية السنابس وتعلَّم في مدارس زمانه المحدودة وتتمثَّل في الكتاتيب، وقد عمل في مهنة الطواشة وتجارة اللؤلؤ منذ صغر سنه فتكوَّنت لديه ثروة لا بأس بها من وراء تجارة اللؤلؤ، وأصبح بتلك الثروة وهو في هذا العمر المبكر من شبابه ذا مركز مالي واجتماعي قوي في ذلك الوقت وكانت له علاقات بكبار الشخصيات وتجار اللؤلؤ ومنهم عمدة القطيف والإحساء تاجر اللؤلؤ محمد بن فارس، وفي البحرين عبدالرحمن القصيبي وأحمد بن ناس وسيد أحمد العلوي وكانوا عادة ما يتبادلون الزيارات الودية بينهم في ديوانياتهم ويتواصلون معاً باستمرار. وقد بنى بيتاً ملاصقاً للمأتم كان عبارة عن مجلس أو استراحة للقاء كبار تجار اللؤلؤ الذين يفدون عليه لبيع محصولهم.
وكان للحاج أحمد بن خميس أخوَان هما الحاج عيسى بن علي خميس والحاج علي بن علي خميس وقد تزوَّج من أربع نساء ولم ينجب إلا ذكوراً من زوجاته الأربع وهم حسن، حسين, مهدي, جعفر، محمد تقي، علي ومحمد علي.
وقام بتأسيس ملتقى ديني ثقافي اجتماعي وهو الحسينية المعروفة بـ «مأتم بن خميس» وهو في السابعة عشر من عمره وذلك في العام (1877م - 1294 هـ) وتدريجياً تطوَّرت هذه المؤسسة وبذل فيها الحاج أحمد بن خميس في زمانه الغالي والنفيس وما يملك في سبيل أن تستقطب هذه المؤسسة الدينية الاجتماعية أشهر وأكثر خطباء المنبر الحسيني كفاءة وشهرة في الخليج سواءً من العراق أو الإحساء أو البحرين، كما أوقف الحاج أحمد بن خميس على الحسينية بعض الأراضي لتكون مورد دعم مالي لشئون ومستلزمات الحسينية.
بالإضافة لذلك فقد ساهم الحاج أحمد في بناء بعض الصــروح الدينية والتعليمية كجامع المشرف بجدحفص والمدرسة العلوية إلى جانب حسينية في بر دبي وأخرى في تاروت بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. كما امتدت معونات الحاج أحمد بن خميس إلى الفقراء والمحتاجين من أبناء قريته السنابس التي عشقها وتفانى في حب ترابها وأهلها، فساعد المرضى والمحتاجين ، كما ساعد أهله في الشرقية ممن نزحوا لمنطقة سنابس وتاروت وأهله في العراق أيضا.
ومن بين أعمال وعلاقات الحاج أحمد بن خميس المميزة في الوسط الاجتماعي في البحرين وخارجها أنه كان من ضمن الأهالي الذين تقدموا بطلب إلى الحكومة في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين بأن تتولى جهة أخرى غير القضاة إدارة الأوقاف، فتم تشكيل لجنة من كبار الشخصيات لهذا الهدف تكونت من ستة أعضاء من القرى من بينهم الحاج أحمد بن خميس وأربعة أعضاء من المدن من بينهم الشيخ محمد علي التاجر، وقد أوكلت إلى هذه اللجنة مسئولية الأوقاف الجعفرية. وكان الحاج أحمد أيضاً على علاقة طيبة جداً بالقضاة كالشيخ جاسم المهزع والشيخ أحمد بن عبد الرضا الحرز والشيخ علي المدني والسيد إبراهيم كمال الدين أحد زعماء هيئة الاتحاد الوطني. كما كان على علاقة وطيدة كذلك مع القاضي الشيخ علي بن حسن آل موسى الذي قدم من القطيف وأصبح قاضياً للقضاء الجعفري في السنابس والمنامة في الفترة من العام 1927 م حتى العام1940 م بمشورة وترشيح من الحاج أحمد، وجاء ترشيح القاضي عندما كان المستشار البريطاني "بلغريف" يتردد على مجلس الحاج أحمد فطلب منه ذات يوم أن يرشح له قاضياً له سيرة طيبة ليتولى أمور القضاء في قرية السنابس ضمن حركة إصلاح وتنظيم القضاء في البحرين فاختار له الحاج أحمد القاضي الشيخ علي بن حسن آل موسى والذي كان يتواجد حينها في القطيف، وتولى أمور القضاء في السنابس مدة ثماني سنوات قبل نقله إلى قضاء المنامة. كذلك كان يعرف الحاج أحمد بقربه من العلماء وكان يجُلّ قدرهم كثيراً، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الشيخ أحمد بن حرز الجزيري، والشيخ عبد الله المصلي.
ولم تتوقف إنجازات الرجل عند الجوانب التجارية والدينية فقط، فقد كان من أهم المطالبين بالإصلاحات في البلد وقد ساهم في مكاتبات تحريرية عديدة، ففي 26 أكتوبر1923 م اجتمع بعض كبار العلماء والوجهاء أمثال سيد إبراهيم كمال الدين والشيخ أحمد بن حرز والشيخ عبدالله المصلي في حسينية بن خميس وحرروا عريضة رفعوها إلى ولي العهد آنذاك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وقد وقعها 328 مواطناً طالبوا فيها (من ضمن عدة مطالب) بإنشاء المدارس لأبناء وبنات البحرين دون تمييز وكان على رأس الموقعين والأعيان.
وفي يوم الخميس الموافق 25 رجب 1359هـ (29 أغسطس 1940م) توفي الحاج أحمد بن خميس وقد ووري الثرى في الأرض التي أوقفها على الحسينية.
المصدر: مجلة موكبي
التعليقات (2)
السيد جاسم السيد ابراهيم
تاريخ: 2012-09-08 - الوقت: 12:15 مساءًالله يرحمه ويتغمد روحه الجنه انه رجل من رجال اهل التقوى كما سمعت عنه
بن خميس
تاريخ: 2012-09-11 - الوقت: 10:07 صباحاًممكن اسماء الحسينات التي اسسها المرحوم في المنطقة الشرقية ؟