جرت العادة على الخطيب العراقي -خطيب الروضة الحسينية الشيخ سلام العسكراوي- الذي استضافته الحسينية في ليلة الثلاثين من شهر رمضان المبارك أن يذكر في هذه الليلة سيدا وصفه بالغريب من سلالة رسول الله مدفون بالعراق، وهو القاسم نجل الكاظم عليه وعلى أبيه السلام، لكنه قبل الحديث عن هذا السيد ذكر مقدمة قرآنية مفادها أن الله اصطفى أناسا ولا يحق سؤال الله في من اصطفاهم فهو سبحانه وتعالى لا يُسأل عن فعل، فعلينا احترام صفوته جل وعلا. وأضاف أن القرآن رتب الناس على رتب ومن جملتها الإنسان والبشر على سبيل المثال لا الحصر، وقال الشيخ أن هناك فرقا بين المفردتين حيث أن الإنسان والإنسانية التي يتغنى بها الجميع مذمومة في القرآن، لذا نرى معظم الآيات إن لم تكن كلها تصف الإنسان بالسوء، واستعرض مجموعة منها (خلق الإنسان من عجل)، (إن الإنسان ليطغى)، (قال للإنسان اكفر فلما كفر ..)، (إن الإنسان لفي خسر)، أما رتبة البشرية فهي من أعلى الرتب حيث وصف الرسول بها صلى الله عليه وآله (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) وكل شخص يمكنه أن يرتقي لهذه المرتبة لكن النبي مختص بالوحي والكمال، وذكر البشر أيضا في (فتمثل لها بشرا) ولم يقل إنسانا ما يدلل على علو مرتبة البشرية، والمهم من هذا الحديث كله أن المصطفين من الناس يصطفون أناسا غيرهم فيكونوا خيرة الناس، وصاحب الموضوع أحد المصطفين من قبل الإمام الرضا ومن قبل أبيه الكاظم عليهم جميعا سلام الله، حيث قال الرضا في شأنه (من لم يتسن له امر زيارتي فليزر القاسم)، ثم ذكر الشيخ قصة القاسم مختصرة، حيث عانى الأمرين بعد سجن الإمام الكاظم أبيه وتخفى فلم يعرفه أحد، وتزوج بإمرأة سمعها تمدح علي بن أبي طالب، ولم يعرفها نفسه حتى اقترب أجله وله من البنات فاطمة التي ذهبت بعد موته لمدينة جدنا رسول الله، وربط القاسم بن الكاظم بالقاسم بن الحسن ليختتم المجلس بمصيبة القاسم بن الحسن عليهم جميعا سلام الله.
لكم صور المجلس:
التعليقات (0)