ختاما لمجالس شهر رمضان بمشاركة الدكتور الشيخ عبدالله الديهي، اختار الشيخ أن يطرح موضوع الإنفاق في الإسلام الذي وصفه بالموضوع المكرر لكنه برر بأن الذكرى تنفع المؤمنين ووصف نفسه بالمذكر للناس، فذكر الآية الكريمة (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، وتحدث في جملة أمور، فقارن أولا بين السخي والبخيل من خلال الروايات، فذكر أولا حديثا لطيفا يقول (السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة، البخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد عن الجنة)، وقال معلقا أن السخي يعيش حياة جميلة لما يعطي واستدل بالآية الكريمة (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وأما البخيل فيعيش حياة الفقراء ويبقى قلقا ومهموما، وذكر الحديث الآخر الذي يقول (إن الإنسان الطموع الحريص لو أعطي جبلا من ذهب لتمنى الثاني ولتمنى الثالث ولا يملأ عينه إلا التراب)، ولم يكتف بتلك فقال في حديث آخر (السخاء شجرة لها فروع وهي متدلية للدنيا، فمن أخذ بغصن منها وصل للجنة وكذلك البخل شجرة أصلها في جهنم ولها أغصان متدلية في الدنيا ومن أخذ بغصن منها فمصيره إلى جهنم وبئس المصير). ووضح الشيخ الديهي ظن الناس الذين يظنون أن السخي والكريم هو الباذل لأمواله والصحيح والدقيق أنه الذي يتبع أولويات في الصرف، فيؤدي حقوق الله والناس قبل أن يصرف أمواله في أمور مستحبة، فأسخى الناس من أدى حق الله وحق الناس وشجرة الإنفاق في الإسلام واسعة متدلية أغصانها وهي باب خير فتح للإنسان، ومن غصون هذه الشجرة الزكوات والأخماس والكفارات والنفقات والفدية والصدقات والإحسان العام والأوقاف، وفي نهاية حديثه تحدث الشيخ عن زكاة الفطرة وهي أول زكاة فرضها الإسلام، وقال إن وقتها وقت جميل ومهم وهو وقت انتهاء الشهر المبارك، ولها من الفضل الكثير.
التعليقات (0)