استمر ولآخر ليلة حديث الشيخ الدكتور عبدالله الديهي عن أمير المؤمنين سلام الله عليه، وكعادته قدم حديثه بقول عنه سلام الله عليه (وأشعر قلبك الرحمة للرعية ,والمحبة لهم, واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرق منهم الزلل ويقرض بهم العلل , ويؤتى على أيديهم من العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل ما تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه مثل الذي تحبه أن يعطيك الله من عفوه وصفحه فإنك فوقهم وإن والي الأمر عليك فوقك وان الله فوق من ولاك) وقسم الحديث لثلاث نقاط:
النقطة الأولى: إطلالة على الكلمة الغراء لأمير المؤمنين (ع)
وقال في هذه النقطة - الديهي - أن الكلمة جوهرة من جواهر علي (ع) كما كل كلامه، للأسف لم يستفد منها أحد إلا الأمم المتحدة، ووصف الدكتور كلام الإمام علي عليه السلام بأنه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ولكن دون كلام النبي (ص)، وأضاف أن كلمة الأمير جامعة لأنه وأهل البيت أوتوا جوامع الكلم، وتتصف كلمته بالصدق وهو ما يجب أن يميز الحاكم، الذي لو كان صادقا تحبه الناس، لكن المحبة قد تكون مصطنعة، ولهذا علي عليه السلام قال: (وأشعر قلبك) ولم يقل أحبهم لكي يكون حبا حقيقيا وليس مزيفا، وعلي عليه السلام قال تلك الكلمة، وليس عجيبا أنه يقولها لكن العجيب أنها تكون قبل 15 قرن، وعلق الديهي بقوله أيضا، هل تعلم أن هذه الكلمة تمثل شعار المكافحين من أجل الديموقراطية اليوم، وأخيرا هي ليست كلمة وإنما قانون، لو التزم كل العالم به لأصبح يعيش حياة ملأها الحب والسعادة.
النقطة الثانية: علي (ع) رسم الطريق للتعامل مع غير المسلمين
وقال في هذه النقطة الدكتور أن الله أرسل الرسل لهداية البشر وعزز بإرسال الأئمة، الذين يبينون ما هو ليس بواضح، وينصحون الأمة، ولهذا علي عليه السلام نصح الحكومات التي قبله والتي بعده بمثل الكلمة السابق ذكرها، لكن وللأسف استغلت بعض الحكومات الإسلام وشوهت صورته بتزمتها، وظهرت الجماعات الإرهابية التي ظهرت باسم الإسلام، وأساءت التعامل مع غير المسلمين، وعلي عليه السلام وضع ركنين في قوله لمعاملة الناس على طريقة الإسلام الصحيحة، الركن الأول ركن الأخوة في الدين، والركن الآخر ركن التشابه في الخلق، وأقر ما أسماها وثيقة حرية الاعتقاد والرأي التي أقرها من القرآن.
النقطة الثالثة: سجل الأمير (ع) ومواقفه من غير المسلمين في دولته
لقد تعامل الإمام مع غير المسلمين في دولته في التجارة وأوصى أصحابه بالعدل مع أهل الذمة واللين مع المسلمين، وقال (أن من آذى ذميا فقد آذاني)، وطرح الشيخ بعض الأمثلة التاريخية التي بينت والقصص التي بينت مواقفه، واستنكر الشيخ معاملة الحكومات الحالية لمن يختلف معهم في المذهب أو الدين بعدم احترام مذهبهم أو دينهم، ولم يسم أحدا ولم يقصد بذلك أحدا.
التعليقات (0)