شارك هذا الموضوع

الديهي ليلة وفاة الأمير (ع) 1433هـ

تواصلا لموضوعيه السابقين، استكمل الشيخ الدكتور عبدالله الديهي الحديث عن علي عليه السلام والسياسة، وافتتح الشيخ الحديث بقول أمير المؤمنين: (وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق وأعمها في العدل وأقربها لرضا العامة فإن سخط العامة يجحف برضا الخاصة وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضا العامة) وقسم حديثه لثلاث نقاط:


الأولى: الصلة بين الحاكم والمحكومين
وقال الدكتور الديهي أن عليا أوصى بالصلة الحية بين الراعي والرعية، فطبيعة السلطات من نشوئها أنها تنعزل عن الناس، وتكون الطبقية في المجتمع مما يزيد من تلك العزلة، وأضاف أن ما يزيد في العزلة الظلم والطغيان والشمولية والاستعباد، ولهذا كان الإمام الخميني يصف نفسه بخادم الأمة ولم يعتبر نفسه يوما سيدا عليهم، وبطبيعة الحال فإن الجماهير ستحاول هدم الجدار العازل ليستقر الحال، وعلي عليه السلام رصد هذه الحالة في الحكومات التي سبقته فوجد الطبقة الخاصة التي تكون ذات نفوذ وتتصل بالحاكم وغيرها لا يستطيع، لهذا أكد عليه السلام على مبادئ وهي: الصلة بين الحاكم والناس واجب من واجبات الحاكم، وقسم الناس لقسمين: العامة وهي أغلبية الناس والخاصة هم الأثرياء والوجهاء والأعيان، ثم أصدر توصية أولى لولاته فوصاهم بالاعتناء بالجانبين مع التركيز على العامة من الناس، وعدم جعل للخاصة مكانة عليا وللأغلبية مكانة سفلى، وأيضا وصى بقوله أن من يربح الأغلبية يربح الخاصة ومن يخسر الأغلبية لا تفيده الخاصة، والمبدأ الرابع قوله أنه يركز على الأغلبية لأنها تمثل النسيج الشعبي العامل، وهم مصدر إنتاج البلد، ومصدر الإنتاج الثقافي والعلمي والمبدا الأخير أن الإمام يعتبر الأغلبية عمد للدين، وهم المحافظين على وحدة المجتمع وصمام الأمان، وهم عدة على الأعداء.


الثاني: آفة السلطة
من خلال أربعة عقود شخص علي ورصد الآفة في الحكم الإسلامي وهي الجماعة القليلة المحيطة بالحاكم التي تضلله وهؤلاء على نوعين إما من داخل السلطة أو من خارجها، وهم الذين يميلون سياسة الوالي باتجاه مصالح الخاصة دون مصالح العامة، وقال الشيخ أن عليا عليه السلام لم يقبل بوجود الوسطاء والسفراء بينه وبين الناس، ودعا سلام الله عليه لترك المراوغة والتأخير في الحل، وأيضا حذر الأمير من احتجاب
الوالي عن الناس، ونصح بفتح المجالس لهم.


الثالث: بطانة الوالي
وقال الشيخ الديهي في ذلك أن هناك بطانات خير تمنع الوالي عن الردى وتقوده للهدى وعلى النقيض توجد بطانة سوء، وهي ما كانت متواجدة وبوفرة تحت عباءات من سبق الإمام من خلفاء وولاة بل وحتى يومنا هذا، وأرجع الإمام علي عليه السلام وجود هذه البطانة لأسباب عددها الدكتور الديهي، وقال أن هؤلاء الناس كانوا فئة طبقة دينية دنيوية اتخذوا الدين لباسا وقناعا فقط، لكنهم أصحاب مصالح ومنافع، وأسباب بروزهم هي التوزيع الخاطئ لغنائم الفتوحات الإسلامية، وتشرب حب الدنيا في قلوب البعض وتوسع الدولة الإسلامية ووجود الإمارات المتمردة على الحكم المركزي كما كان معاوية.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع