ابتداءً من ليلة السادس عشر من شهر رمضان سيشارك الدكتور الشيخ عبدالله الديهي الى نهاية الشهر الفضيل ، وقد استهل حديثه بالآية الشريفة " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " ، و قبل أن يبدأ الشيخ في موضوعه ، عزى أهل الفقيد محمد علي طريف و توجه الى الله عز وجل أن يتغمده ويحشره مع محمد وآله ، ومن ثم تقدم بالتبريكات والتهاني الى صاحب العصر والزمان والى علماء المسلمين و الأمة الإسلامية بمناسبة مولد الحسن ،لقد تحدث الدكتور حول ثلاثة محاور .
الأول : " الولد سر أبيه " هي مقوله وقول مأثور يتحدث أن الولد ممثل لآباءه في حركاته و في طبائعه و في ثقافته وحتى في عقائده ، هذه المقولة وإن كانت قديمة ، إلا أن البحوث البيولجية والعلمية والنفسية أثبتت ذلك ، وقبلها الشرع الإسلامي أثبت ذلك ، أن الولد صورة مصغرة لأبويه وليس الآباء المباشرين و إنما يمتد الى آدم وحواء .
الثاني :هناك عاملان يؤثران في تكوين شخصية الإنسان ، عوامل خارجية ، وعوامل داخلية تكون شخصية الإنسان ، النتاج من العوامل الداخلية والخارجية يتفاعلان ويكونان شخصية الإنسان ، (فروم) يقول: إن تريد أن تقيّم إنسان، ليس فقط من أفعاله وأقواله ، بل تقيمه جسميا و أخلاقيا ، وعقائديا ، ونفسيا ، وكل التجارب التي مرت عليه ، كلها تتدخل في تعريف شخصية الإنسان .. وهنا نعرف عقيدتنا العظيمة حينما نقول أن أهل البيت كانوا مطهرون ، منذ الصغر ، هذا أثبته من لا يعرف التشيع . من العوامل الخارجية التي تؤثر في شخصية الإنسان الثقافة ، المحيط ، البيئة ، وقد ذكر الشيخ بأن في فترة الجيل السابق كان الوالدان يسكبان عليهم من تربيتهما و من ثم المسجد و المأتم ، الآن هناك الكثير من المعلمين والمعلمات والعديد من مدارس التعليم ، وهناك العديد من الأشياء في حياتنا اليومية تعلمنا ، الشوارع تعلم ، الأقمار الصناعية تعلم .. يقول طاغور : أفتح الشبابيك لثقافة العالم ، بشرط أن لا تقتلع جذوري .. هناك غزو ثقافي و أخلاقي يريد قلع شبابنا وشاباتنا من الجذور ، أما العوامل الداخلية
فهي الهندسة الوراثية ، لما نمر في كل خلية من خلايا الجنين نجد أنه يتكون من 23 زوج من الصبغيات ( الكروموزومات ) ، و زوج جنسي يحدد جنسية المولود إما ذكر أو انثى ، وهنا ركز الإسلام إيجابا وسلبا على هذه الموضوع ، سلباً : قضايا الزواج ، من جملة الامور التي ركز عليها الإسلام أن لا يرضى ان تختار لك زوجة مجنونة ، أو مصابه بلوثة عقلية أو بالعكس .. أن لا تختار زوج أحمق و لا حمقى ، لا بليد ولا بليدة ، إيجابا : أن لا تختار المرأة لها إلا زوجا صالحا
الثالث : الإمام وهو سر النبي ، يحمل كل عناصره ، ويحمل كل جيناته ، ويحمل كل صفاته القولية و الفعلية والظاهرية والباطنية ، و يحمل كل مؤهلاته الثقافية ، الإجتماعية ، العقائدية ، جوانب تتعلق بالجينات ، ولهذا نحن نشترط 3 شروط في الإمام : أن يكون طاهر المولد ظهرا وبطنا ، أن يكون ذو تربية عالية تصل الى حد العصمة ، وأن يكون اصطفاء ذري ، أي انه ممن اصطفاهم الله ، وتوجد الكثير من الأدلة التي نثبت أنهم متختارون من الله ، وتكفي آية المباهلة .
و اختتم الديهي في ذكر فضل الحسن والحسين فعن رسول الله (ص) {الحسن له هيبتي وسؤددي } ، وقيل { لقد أشبه الحسن من الرأس الى الصدر ، ومن الصدر الى الرجلين الحسين } ، وعن رسول الله (ص) مخاطبا الحسن (ع) : { أشبهتني خلقا وخلقا ، أبيض مشرب بحمرة ، أدعج العينين ، أنا سهل الخدين ، أنت سهل الخدين ، أنا عريض ما بين المنكبين ، أنت عريض ما بين المنكبين ، بني أنا عظيم الكراديس ( ما إجتمع من العضمين ) وأنت عظيم الكراديس ، أنا مليح و انت مليح }
التعليقات (0)