افتتح الشيخ حسن عيسى محاضرته بقول الله عز وجل (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)، وقال أن حديثه سينقسم لمحورين، أولهما قال فيه: الإنسان في هذه الدنيا المحدودة بين نقطتين، نقطة بداية ونقطة نهاية وعليه التعرف على طريقة السير بين هاتين النقطتين ويبني نفسه وأمته وحضارته وإنسانيته، ويتوجب على الإنسان أن يكون عنصرا مؤثرا تأثيرا إيجابيا لينتقل للكمال وهذا يكون من خلال تخطي ثلاث مراحل يبتعد بها عن الخاتمة السيئة وذكر الشيخ الآية الكريمة(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
المرحلة الأولى هي مرحلة الرشد النفساني وهي مرحلة نقاء الفطرة التي لو خلي الإنسان ونفسه لاتجه بفضلها لله، فهي كالنبي الداخلي، فالإنسان بفطرته لا يحتاج لعامل خارجي ليدله على الطريق الصحيح، لكن هناك ما يخرب هذه الفطرة، وبيئة الوالدين أحدها، حيث أن الأبوين يهودان أو ينصران ابنهما، ودلل الشيخ على مرحلة الرشد بالآية الكريمة (وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)، وذكر لتثبيت الفكرة رواية عن الإمام الصادق عليه السلام حيث أتى له إعرابي يسأله عن الله وقال: يا بن رسول الله دلني على الله ماهو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني، فقال له: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ فقال: نعم، قال فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئاً من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ فقال: نعم، قال الصادق (عليه السلام): فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي وعلى الاغاثة حيث لا مغيث.
أما ثاني مرحلة فهي البصيرة، والتي ذكرت في الآية الكريمة (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) والتي يبين معناها بذكر حديث الرسول (ص):(رحم الله عبدا عرف من أين وإلى أين وهو في أين)، وشدد الشيخ حسن عيسى على ضرورة إصلاح النفس قبل فوات الأوان، فالدنيا هي الفرصة الوحيدة لذلك ودعا للتوبة وعدم اليأس واستثمار المحطات كشهر رمضان.
أما ثالث المراحل فهي مرحلة الهداية، التي ذكرت في الآية المباركة (أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)، وقال الشيخ حسن أن كلمة الهداية حيثما ذكرت في القرآن اقترنت بالله عز وجل، لأنه لا هادي إلا الله وذلك بدليل من الآيات القرآنية التي ذكر الشيخ بعضها، (إِنّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، والآية (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ). وأضاف الشيخ أن الإنسان يعرف هدايته من عدمها بتواجد التوفيق في أداء العبادات وعدم التثاقل.
أما المحور الآخر فذكر فيه الشيخ حسن العناصر التي لو وجدت في الإنسان كان رساليا مؤثرا في المحيط، وهي أربعة ذكرت في الآية بداية الحديث، وهي بالترتيب الاستجابة لله، وإقامة الصلاة وهناك فرق بين أدائها وإقامتها، والشورى مع والإنفاق من رزق الله (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ).
التعليقات (0)