شارك هذا الموضوع

نظرة لشخصية السيدة خديجة (ع) - ليلة العاشر من شهر رمضان 1433هـ

بمناسبة ذكرى رحيل السيدة خديجة عليها السلام ذكر الشيخ حسن عيسى المرزوق الآية الكريمة(يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)، وصرح الشيخ أن خديجة عليها السلام شخصيتها يعجز مجلس أو اثنين أن يحيط بحياتها المليئة بالعطاء والتضحيات والإيمان والعظمة، حيث ضربت أروع مثل في الصبر والصمود والتضحية من أجل الرسالة، ولمكانتها أصبحت من السيدات الأربع.


وأخذ الشيخ حسن بعدها يذكر نسب السيدة خديجة، فنقل عن بعض المؤرخين الذين يقولون أن نسبها يلتقي مع نسب النبي (ص) في قصي، وكثير من يقول أنها كانت من الأحناف أي على ملة إبراهيم، وقد كانت ثرية وصاحبة تجارة يعتمد عليها تجار قريش، ولذلك هو عامل منعهم من أذية خديجة في مرحلة من المراحل، كانت ذات نسب ومال ووجاهة اجتماعية، حتى الأحبار كانوا يقصدونها فهي تساعدهم وتعينهم وتغدق عليهم، فما تميزت به هذه الشخصية أهلها لتكون شريكة النبوة والرسالة، و أضاف الشيخ المرزوق أن ما قامت به خديجة عليها السلام يعجز اللسان عن وصفه، حيث تعتبر السيدة من المدافعين بعد أبي طالب عن النبي ورسالته، لما تحظى به من مكانة اجتماعية واقتصادية وغيرها، خديجة عليها السلام عرفت النبي وتعلقت به قبل أن تتزوجه ولذلك أصرت بعد ذلك بالزواج منه، ولذلك أراد البعض النيل من الرسول بزواجه من خديجة، حيث طرح الشيخ شبهة بعض المستشرقين الذين يقولون أن النبي تزوج خديجة طمعا في مالها، وإلا لماذا يأخذ إمرأة عمرها 40 سنة، ويدللون على ذلك بأنه لم يتزوج عليها حينما كانت حية، فلما توفيت استمتع بأموالها وتزوج، وقال الشيخ أن هذا الكلام مردود عليه لأنه من المعلوم أن خديجة هي من طلبت يد النبي (ص)، ونقل الشيخ الواقعة التالية، الأحبار كانوا يزورون خديجة فتغدق عليهم فمر النبي فلمحه أحد الأحبار قال لخديجة أرسلي لهذا الشاب ليحضروه، جاء النبي (ص) تمرس فيه الحبر وتمعن فقال أن هذا رجل جليل القدر، ثم قال طوبى لمن يكون لها بعلا ولمن تكون له زوجا وأهلا بعد انصراف النبي (ص)، سألته عن سبب توقعه، قال أن مواصفاته هي ما قرأها في كتبهم السماوية، فهذا الشيء جعلها تحب النبي وتتمسك به بشكل أكبر، عرضت عليه الإتجار بمالها، فقبل فرأت الخيرات والبركات تتضاعف في أموالها فزاد تعلقها وإيمانها بالنبي (ص) إلا أن تزوجا، وكان المهر من مالها، وجعلت أموالها تحت تصرف النبي (ص) فأعزها النبي وتعلق بها تعلقا إلهيا من أجل الرسالة، السيدة ضحت بأموالها وموقعها الاجتماعي، كل نساء مكة قاطعنها حين آمنت برسالة النبي (ص)، فكانت أول إمرأة صلت وآمنت خلف النبي، وكان علي أول من آمن وصلى خلف النبي، ومكانة السيدة يكشف مقامها عند الله، وكثيرا ما يخص الله خديجة بالسلام، حيث أن جبرئيل يقرؤها السلام من نفسه ومن الله، وأضاف الشيخ أن السيدة خديجة امتازت بأنها حملت الكوثر (فاطمة) عليها السلام وهي أم الأئمة، وردا للجميل التي قدمته للنبي وللرسالة لم يتزوج في حياتها.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع