افتتح الشيخ حسن عيسى موضوعه بالآية الكريمة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، وكان حديثه مخصوصا عن شخصية من الشخصيات الإسلامية وهو أبو طالب رضي الله عنه الذي يصادف السابع من شهر رمضان وفاته، وبهذه المناسبة عزى الشيخ الستري المتواجدين وتأسف على الظلم الحاصل لهذه الشخصية التي وصفها الشيخ بأنها من الشخصيات التي لها فضل في تاريخ الإسلام في فترة حساسة من فترات هذا الدين.
وحلل الشيخ حسن نسب أبو طالب الذي تقلب في أصلاب الطاهرين وهكذا وجب الحال كما في الزيارات (كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها)، فعاش رضي الله عنه في جو ومحيط أسري ممتاز ما جعله يتوارث الصفات الحميدة والفضائل، فأبوه كان شخصا عظيما كما ذكر العقاد في أحد كتبه، ونقل الشيخ حسن عيسى عن العقاد أن عبدالمطلب اسمه شيبة الحمد وله مميزات وخصائص عظيمة متميزة متدينة مرتبطة بالسماء، فهو قد حفر ماء زمزم، وقد حدد لنفسه الطواف سبعا، وسن الوفاء بالنذر ونهى عن الوأد والزنا والفاحشة وشرب الخمر وحرم على نفسه نكاح المحارم، كل هذا ثبته الإسلام حين أتى، فمن ذاك الأسد ولد الشبل أبو طالب واكتسب العامل التربوي من العامل الوراثي، ولفضل أبو طالب وصى عبدالله أبو النبي بأن يكفل هو رعاية النبي محمد (ص) لعظم شأنه، ثم أبرز الشيخ حسن بعض الشهادات في حق أبي طالب، فعن علي عليه السلام:(والذي بعث محمدا بالرسالة نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيه ، فأبي مشرك في النار وابنه قسيم الجنة والنار !)، وعن العسكري نقلا عن حديث قدسي يقول فيه:(أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسول الله (ص): إني قد أيدتك بشيعتين : شيعة تنصرك سرا ، وشيعة تنصرك علانية ، فأما التي تنصرك سرا فسيدهم وأفضلهم عمك أبو طالب ، وأما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثم قال : وإن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه. ومن فضل أبي طالب ومكانته حين أصاب مكة القحط، اتجهوا لأبي طالب لأنهم يؤمنون بإيمانه ودعوته المجابة، وتحدث الشيخ بعدة روايات وقصص تحكي فضل أبو طالب.
وتجدر الإشارة إلى أن الحسينية استضافت الحاج محمد ناجي (أبو عباس) لقراءة دعاء كميل قبل القراءة، وتم توزيع مأكولات بعد انتهاء الخطيب بمناسبة وفاة أبي طالب رضي الله عنه.
التعليقات (0)