اعتلى الشيخ حسن عيسى الستري منبر الحسينية طارحا الآية الكريمة (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)، وتكلم في عدة نقاط دارت حول نظرية لأحد المفكرين الغربيين اسمه روبرت سمالتس، حيث راجت نظريته كثيرا ولا زالت آثار هذه النظرية موجودة على سياسات بعض الدول، والنظرية تقول أن النمو البشري لا يتناسب مع نمو الموارد المعيشية لأن النمو البشري ينمو نموا هندسيا أي 2،4،6 وهكذا، أما الموارد الغذائية فتنمو نموا عدديا أي 1،2،3 وبهذه الطريقة سنصل لزمان لا تكفي فيه الموارد الغذائية للبشرية.ووضع هذا العالم خيارين لحل هذه المشكلة أولهما خلق الحروب ونشر الأوبئة لتقليل حجم البشرية، والحل الآخر يكمن في تقنين النسل.

وصرح الشيخ حسن عيسى أن هذه النظرية تنافي الشريعة الإسلامية، فالرسول (ص) يقول:(تناكحوا تكاثروا فأني مباه بكم الأمم يوم القيامة)، فتحل الأنظمة هذا الإشكال بالتضييق في المعيشة وظلم التوزيع في الموارد، لكي لا يتزوج الفرد ولا ينجب أولادا، وأضاف الشيخ أن نظرية نمو الموارد لا يتناسب مع نمو البشرية خاطئ من أصله لأن الله عز وجل يقول:(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، ولكن في الوقت نفسه وردت الآية المباركة:(وليس للإنسان إلا ما سعى)، ويقول النبي محمد صلى الله عليه وآله:(ملعون ملعون من ضيع من يعول به)، ويقول الباقر عليه السلام:(إني لأمقت الرجل أن يستلقي على قفاه فاغرا فاه ويقول يا ربي ارزقني وأن الذرة الصغيرة لتخرج من جحرها طلبا للرزق)، وفند الشيخ حسن فكرة النمو الهندسي والعددي وذلك لأن كل إنسان يخلق يعطي طاقة وإنتاج وعطاء، وشدد الشيخ على أن التوزيع الظالم للثروات هو ما يخلق مثل هذه المشاكل، ودعا الشيخ الستري للإبداع والعمل والسعي دون أهمال طلب الحقوق وما سلب منك، أما آخر ما دعا له الشيخ فهو التكافل الاجتماعي الذي فرضه الإسلام كما في الآية التي بدأ الحديث بها، فإعطاء السائل والمحروم حق، وبين الشيخ الفرق بين السائل والمحروم، فالأول يسأل طلبا للرزق، أما الآخر فهو محتاج لكنه لا يسأل كما ورد في الآية (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف سيماهم على وجوههم لا يسألون الناس إلحافا).