تواصلا للمواضيع التي لها صلة وثيقة بالشهر الكريم، طرح الشيخ حسن عيسى في الليلة الرابعة موضوعا عن التوبة، فعن الباري عز وجل في القرآن الكريم قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، وانطلاقا من الآية المباركة تحدث بمقدمة عن القوى التي أودعها الله عز وجل في صدر كل إنسان وهي قوة الجذب والدفع للمعاصي والطاعات، وأضاف الشيخ حسن عيسى أن الزمن الحالي الذي نعيشه يرجح من نسبة سقوطنا في شباك الشيطان من خلال التكنولوجيا أو تقدم العصر، لكنه استدرك قوله أن هذين العنصرين قد يهديان أيضا. ثم قال الشيخ الستري أن الإنسان له عقل فإن غلبت شهوته عقله صار كالحيوان وإن حدث العكس يصبح أفضل من الملائكة.
وطرح الشيخ حسن بعدها تساؤلات أولها هو كيف نتخلص من ذنوبنا التي تثقل ظهرنا؟ فأجاب أن الله سبحانه وتعالى فتح بابا لا يغلق أبدا أسماه التوبة، ولا عذر لمن أغفل دخول هذا الباب ولم يسارع إلى التوبة ويأس من رحمة الله، فإن اليأس من رحمة الله من الكبائر الذي يأتي من بعد الشرك. وذكر الشيخ حسن عيسى محطات هيئها الله لنا ونتعبأ فبعضها زمانية كشهر رمضان، وأخرى مكانية كالوجود بين المشاهد الشريفة وهناك محطات نفسية، كالمرض مثلا أو السجن الذي يجعل الإنسان في بعض الأحيان يلجأ للتوبة. أما السؤال الثاني فهو إشكال، ألا تشجع رحمة الله على معصيته ؟ ورد الشيخ على هذه الشبهة بأن من يفكر بهذا التفكير فإنه غافل وأعمى بصيرة لأن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا ولأن الذي يفكر بهذا التفكير لا يعرف معنى التوبة الذي شرحه الإمام علي عليه السلام حيث قال: (الـتـوبـة عـلى اربعة دعائم: ندم بالقلب , واستغفار باللسان , وعمل بالجوارح, وعزم ان لا يعود)، أما السؤال الأخير الذي طرحه فهو: ما الذي يدفعنا للرجوع للذنب واختار الشيخ أن يجيب على السؤال بفقرة من دعاء أبي حمزة الثمالي التي بدايتها (اللهم كلما قلت قد تهيأت وتعبأت) إلى أن وصل إلى (أَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبَّ أَنْ تَسْمَعَ دُعَائِي فَبَاعَدْتَنِي) فاختتم موضوعه.
يمكنكم مشاهدة المحاضرة عبر هذا الرابط
التعليقات (0)