شارك هذا الموضوع

الشيخ الستري - فائدة العبادة - 1433هـ

تحدث الشيخ حسن عيسى الستري بموضوع جميل عن الآية المباركة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وانطلاقا من الآية المباركة قدم إلى موضوعه بقوله أن الله عز جاهه خلق الإنسان فأودع فيه الطاقات والقدرات والإبداعات ثم كلفه بتكاليف وفروض، وهذه الطاقات التي وهبها الباري عز وجل للإنسان تفوق بكثير عما بإزائها من تكاليف، ورغم هذا الأمر إلا أن هناك تهاونا في أداء تلك التكاليف، واستشكل الشيخ حسن عيسى ذلك وعتب على الشباب الذين يتهاونون في أداء العبادات والفروضات، وقال أن هذه المشكلة أصلها الضعف في الطاقة الروحية وليس الضعف في القوة البدنية.


وانتقل بعدها الشيخ للحديث عن ثلاثة أسئلة عن العبادة التي يفسرها المفسرون بأنها التفكر في أمر الله، والأسئلة الثلاثة هي: لماذا نعبد الله ؟ وما فائدة العبادة ؟ ولماذا العبادات ثابتة مكانا وزمانا ؟


أما الإجابة على السؤال الأول فلأننا نحتاج إلى التكامل ونسعى إليه، والعبادة تحقق لنا هذه الغاية، والتكامل هو المعرفة والمعرفة هي القرب من مركز الكمال، ومن يقترب من منزل الكمال فهو يملك علم الكتاب كما هو النبي محمد صلى الله عليه وآله إذ كان قاب قوسين أو أدنى من درجات الكمال، والكتاب كلمة ذكرت في القرآن على حد قول الشيخ حسن عيسى في مواضع عدة كسورة البقرة مثلا في قوله تعالى (ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه)، والكتاب في القرآن ورد لمعنيين أحدهما معنى تدويني ويقصد به القرآن الكريم أما الكتاب الآخر فهو تكويني ويقصد به علم الكتاب الذي هو مصدر الفيض ونقطة الكمال، التي يحتاج الإنسان إلى قوة روحية ليصل إليها، أما الإجابة على فائدة العبادة فهي الارتقاء بالروح إلى الكمال، فكما نعلم أن الصلاة مثلا تنهى عن الفحشاء والمنكر والصدقة تزكي النفس وغيرها من الأمور، ما ينقلنا من درجة كمال لأخرى. أما بالنسبة لآخر تساؤل فالإجابة التي ذكرها الشيخ الستري أن الإنسان بشهواته وغرائزه وصفاته لم يختلف منذ ولادة آدم وحتى اللحظة فيحتاج إلى عبادات تربي نفسه ثابتة لا تختلف لأن الإنسان هو الإنسان، وبذلك اختتم موضوعه.
 


يمكنكم مشاهدة المحاضرة عبر هذا الرابط

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع