شارك هذا الموضوع

الخطيب الستري - عبادة الدعاء -1433هـ

في ثاني ليالي شهر رمضان طرح الشيخ حسن عيسى الستري الآية الكريمة (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)ومن الآية المباركة انطلق في حديثه ليتحدث عن عبادة الدعاء التي قال الإمام علي (ع) فيها أنها مخ العبادة، وهي من العبادات العظيمة التي ركز عليها الشارع المقدس، وأضاف الشيخ حسن أن الدعاء عبادة أي تحتاج لقربة وأنها أمر توقيفي أي يقتصر فيها على القدر الذي وصلنا من النصوص فلا يجوز التغيير في الدعاء أو الزيادة فيه فمثلا لا يجوز قول "ومن أرادنا" بدل كلمة "ومن أرادني".


أما الأمر الآخر الذي تطرق له الشيخ فهو تساؤل واستنكار لإهمال الناس للدعاء وللقرآن وللعبادات، وضرب مثلا بالواقع حيث تقوم الناس بعد انتهاء الصلاة دون سماع تعقيبه الذي هو دعاء لا يأخذ من أوقاتنا إلا الشيء الزهيد، وقال الشيخ الستري أن سبب إهمالنا للدعاء هو عدم تلذذنا بالمعنويات ونتلذذ بالمحسوسات فقط، فنحن لا ندرك الجنة ولا ندرك النار فنعصي، ودعا الشيخ حسن إلى الاهتمام بهذه العبادة، فالعبادة رياضة، وأجاب الشيخ بعد ذلك على تساؤل مهم، وهو فائدة الدعاء وهل فائدته فقط الاستجابة له فقط ؟ فقال إن الدعاء هو بمثابة التنفيس عن اليأس، والدعاء يعلمنا نقد الذات، والدعاء يقوي فينا الأمل استشهادا بالآية المباركة (لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا). واشار الشيخ حسن عيسى أن علينا التوجه لمن بيده الشفاء وبيده الستر فنكشف له ذنوبنا ونعترف بها ونذرف دموع الألم والندم ونشكو الحال.


وأبرز الشيخ حسن الستري الكلمة التي استخدمها الله عز وجل في الآية وهي يا عبادي، فقال أن الله تارة يقول يا أيها الناس وأخرى يقول يا أيها الذين آمنوا وتارة كما في الآية يقول يا عبادي وقال الشيخ أن كلمة عبادي هي الأفضل بينهم لأن العبد يتصور في حقه الذنب لكنه سرعان ما يندم أما المؤمن فيتصور في حقه الذنب ويتوب لكن ليس بسرعة العبد، فلذلك أفضل صفة وصف بها إنسان في القرآن هي العبد.


أما آخر لفتة طرحها الشيخ في الآية فهي تبيان معنى القرب في الآية المباركة من خلال المعرفة بالملكية التي قسمت لثلاث، اعتبارية كملك الإنسان لأمواله وحقيقية كملك الإنسان لأفعاله وحقيقية حقة وهي ملكية الله عز وجل لجميع مخلوقاته فالله أقرب إلينا من حبل الوريد وهو يمكلنا وهذا هو القصد من القرب في الآية، واختتم الشيخ حسن عيسى حديثه ببعض الأسباب التي لا تجعل الدعاء يقبل، أولها أن العبد لا يعرف الله حق معرفته، ثانيا الظلم، فالله لا يقبل دعوة ظالم أبدا وأكل الحرام سبب آخر استشهادا بحديث الرسول (ص): (الإنسان يقرب لقمة الحرام على فمه فلا يستجاب له أربعين ليلة)، وآخر الأسباب هو مقتضى الحكمة (َلعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ). ودعا الشيخ حسن إلى الدعاء إلى الإمام المنتظر ليزيد رابطنا به.


يمكنكم مشاهدة المحاضرة عبر هذا الرابط

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع