في أول ليالي الشهر الكريم طرح الشيخ حسن عيسى موضوعه بالحديث عن محورين، الهلال والصيام فطرح الآية المباركة (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، ومن هذه الآية الآية انطلق الشيخ عيسى ليطرح تساؤلا حول الأهلة التي قد تكون تارة زمانية وأخرى مكانية، فالزمنية كميقات الهلال أما المكانية فكميقات الطائف، فالسؤال هنا هل الشهر شرعي أم طبيعي علمي؟ وقد بين الشيخ حسن عيسى الفرق بين الإثنين فالشهر الشرعي له علامات معينة حددها الشارع أما الشهر الطبيعي العلمي فهو ينشأ بمجرد خروج القمر من مرحلة المحاق، فشهر رمضان الليلة عند البعض ليس الشهر الشرعي ولكنه الشهر العلمي، وطرح الشيخ حسن عيسى ظروف وعلامات تحقق الشهر الشرعي وأحدها تحقق الرؤية.
وتطرق الشيخ حسن عيسى بعدها لمنشأ الاختلاف بين الفقهاء في موضوع الهلال، فقال أن منشأها هو فهم الروايات وهو مقتضى زمن الغيبة، فالرؤية يفسرها ويفهمها كل عالم بشكل آخر ومن هنا ينشأ الاختلاف فهناك من يقول أن الرؤية تتحقق بالعين المجردة فقط ويدلل بذلك بأن الرؤية صدرت في زمن النص، أما آخر فيقول أنه ليس هناك قرينة للرؤية بالعين المجردة ولذلك يرجع للعرف، أما الرأي الثالث فيقول أن الرؤية ليس لها موضوعية حتى على مستوى الرؤية ويقول أن طريق الحصول على الهلال لا ينحصر بالرؤية بل يعممها بتحصيل العثور على الهلال فلو هناك طرقا أخرى حكم به. ودعا الشيخ إلى الامتثال لرأي الفقهاء لأنها مسألة فقهية وعلينا التعبد دون الاستنكاف.
أما النقطة الأخرى وهي الصيام فقال الشيخ حسن أن الصيام متعدد سابقا، فهناك من يصوم سابقا عن الكلام وآخرون عن اللحم والبعض عن الوقت، فالصيام هو نوع من الإمساك عن أمر معين، وقال الشيخ أيضا أن صيام الشهر من العبادات الجليلة والعظيمة وهو نعمة لما فيه من بركات وعظمة ورحمة واسعة من الله عز وجل، فهذا الشهر جعل الله فيه النوم عبادة والأنفاس فيه تسبيح ودعا الشيخ لأمور عدة ومنها الصيام ليس عن الطعام والشراب بل الصيام عن الآثام القلبية وآثام اللسان واستشهد بحديث عن الإمام علي عليه السلام: (صوم القلب خير من صوم اللسان وصوم اللسان خير من صوم البطن).
يمكنكم مشاهدة المحاضرة عبر هذا الرابط
التعليقات (0)