شارك هذا الموضوع

قلب الإنسان محل عرش الرحمن - السيد كامل الهاشمي

بمحاضرة عنوانها "تأثير الحظوظ الدنيوية على القلب" بمشاركة سماحة السيد كامل الهاشمي حضر عدد من مرتادي حسينية الحاج أحمد بن خميس، ومن الجدير بالذكر أنها المحاضرة الثانية من نوعها بعد محاضرة الشيخ هاني البناء بعنوان " الترغيب في إصلاح النفس " في تاريخ 20/3/2012م. وقد افتتح السيد كامل حديثه بقول عن الإمام الصادق عليه السلام يقول فيه: "القلب حرم الله فلا تسكن في حرم الله غير الله". ثم قال السيد أن كل إنسان قد خلق على فطرة وهي فطرة التوحيد والإخلاص والعبودية لله وتنزيهه، وبمجرد تخلق الإنسان في العالم الدنيوي تظهر في القلب النكت السوداء التي تنفذ للفطرة فتلوثها. وقد شبه السيد الهاشمي الإنسان بالجهاز الذي تكون بدايته وأصله واحد، فالله هو خالق كل إنسان، ومن بدء حياته حتى نهايتها تأتي "شركات" كالوالدين والمجتمع تغير من طبيعة هذا الجهاز فتحوله من النطفة التي خلقت على الفطرة إلى إنسان له اسم وله حاجات تغطي على فطرته. فلو ناديت شخصا بعبدالله مثلا لن يلتفت إليك إلا إذا ناديته باسمه وهي نقطة تحول من الفطرة للشخصية. ومن خلال ذلك تنتفي الفطرة ويرى الإنسان نفسه ولا يرى ربه عز وجل فيقول كما في الآية المباركة "قال إنما أوتيته على علم من عندي"، فالآية تبين نسيان الإنسان لله وينسب أعماله لنفسه فينسى الله وتصبح بينه وبينه عز وجل حجب كما تحدث الآية " نسوا الله فأنساهم أنفسهم " بعكس من يذكر الله كما في قوله تعالى " اذكروني أذكركم " ، واستزاد السيد كامل في الموضوع من خلال حديث عن الرسول (ص): " في قلب كل واحد منكم فرعون " ولكن فرعون كل شخص ربما لا يظهر إلا عند الغضب مثلا.


و بذلك أوصل السيد كمال الموضوع لنتيجة وهي أن قلب الإنسان محل عرش الرحمن و قلب الكافر عرش الشيطان يحركه الشيطان بالأوهام " القلب المنكوس ". وعزز هذه النتيجة بالحديث عن محمد صلّى الله عليه و آله : ناجى داودُ رَبَّهُ فَقالَ : إلهي ، لِكُلِّ مَلِكٍ خِزانَةٌ فَأَينَ خِزانَتُكَ؟ قالَ جَلَّ جَلالُهُ : لي خِزانَةٌ أعظَمُ مِنَ العَرشِ ، وأوسَعُ مِنَ الكُرسِيِّ ، وأطيَبُ مِنَ الجَنَّةِ ، وأزيَنُ مِنَ المَلَكوتِ ؛ أرضُهَا المَعرِفَةُ ، وسَماؤُهَا الإِيمانُ ، وشَمسُهَا الشَّوقُ ، وقَمَرُهَا المَحَبَّةُ ، ونُجومُهَا الخَواطِرُ ، وسَحابُهَا العَقلُ ، ومَطَرُهَا الرَّحمَةُ ، وأشجارُهَا الطّاعَةُ ، وثَمَرُهَا الحِكمَةُ.  ولَها أربَعَةُ أبوابٍ : العِلمُ وَالحِلمُ وَالصَّبرُ وَالرِّضا ، ألا وهِيَ القَلبُ. وقد ذكر السيد كمال عن الباقر أنواع القلوب الثلاثة، "قال الباقر (ع): القلوب ثلاثة : قلب منكوس لا يعثر على شيء من الخير وهو قلب الكافر .. وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر فيه يعتلجان ، فما كان منه أقوى غلب عليه .. وقلب مفتوح فيه مصباح يزهر ، فلا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن. والنوع الأخير هو كقلب الزهراء عليها السلام التي تزهر ملائكة السماء بأنوارها.


وفي نهاية حديثه قال السيد كامل الهاشمي أن الروح متعالية والجسد متسافل، فالروح تتعلق بالله عز وجل، وربط بين العقل والقلب وقال متى ما هزم القلب العقل يتقلب الإنسان في نار جهنم ومتى ما استقر قلبه كما في الدعاء " اللهم اجعل لي قلبا عقولا " أي ارتقى القلب للعقل يكون الإنسان هادئ البال، مرتاحا وساكنا مطمئنا كأهل الجنة. واستقرار القلب إنما يكون باتباع خطوات الآية الكريمة " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " وشدد السيد على أهمية التسليم.
واستقبل السيد كامل الهاشمي أسئلة من الحاضرين تتعلق بالموضوع.

التعليقات (1)

  1. avatar
    السيد جاسم السيد ابراهيم

    الحمد لله والشكر له محاضرة ممتازة وشيقه طيب الله انفاس السيد كامل الهاشمي والله يوفقه ويحفظه ويحفظ الجميع

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع