استضافت حسينية الحاج أحمد بن خميس الشيخ المربي هاني البناء ليستعرض محاضرة بعنوان " الترغيب في إصلاح النفس "، وقد قسم الشيخ حديثه لخطوات ثمان لإصلاح النفس الأمارة بالسوء، ولكنه قبل ذكر تلكم الخطوات طرح تساؤلا مفاده هل النفس قابلة للإصلاح أم لا ؟ وقد أجاب الشيخ هاني على هذا السؤال بذكر آيتين من القرآن تشيران إلى أن النفس يمكن إصلاحها - ولكن الأمر صعب - " وهديناه النجدين " و " فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ". وأضاف أن روايات أيضا تشير لصعوبة إصلاح النفس (استبدال الصفات المذمومة بالحسنة)، فعن الإمام علي (ع) على سبيل المثال لا الحصر: " العادة عدو متملك " وقول الإمام العسكري (ع): " رد المعتاد عن عادته كالمعجز ". وأشار الشيخ أيضا أن الإسلام غير الجاهلية فكانوا يحبون التفرد بأموالهم وما تملك أنفسهم فحولهم الإسلام لـ " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ".
بعد تلك المقدمة طرح الشيخ الخطوات الثمان التي كان أولها تشخيص الصفة الذميمة والصفة المعاكسة لها، فمثلا لو كان أحد الأشخاص بخيلا يجب عليه أن يتعرف على الكرم، وهي خطوة مهمة كما أشار الشيخ حيث يجب معرفة العيوب الشخصية ليسهل إصلاحها، أما الخطوة الثانية فهي تلقين النفس القدرة على التغيير ، لكي لا يصيب الإنسان انهزام ذاتي، فعن الإمام الصادق (ع): " ما ضعف بدن عن ما قويت عليه النية ". فيتوجب على الإنسان أن يولد العزم بحسب تعبير الشيخ هاني وذلك يكون بالتفكير في سلبيات الصفة الذميمة وحسنات الصفة المحمودة أولا واستحضار الله حيث تعرض الأعمال عليه وعلى الرسول وعلى الأئمة. أما ثالث الخطوات فهي التخلص من الأجواء التي تساعد على الصفة الرذيلة، كترك مجالس الغيبة مثلا. وشدد الشيخ على أهمية النقطية الرابعة وهي وضع خطة يرصد فيها الشخص مواضع عيوبه وطريقة حلها، وطرح مثالا من الواقع الاجتماعي " الرجل الغاضب في حال لم تطبخ زوجته الطعام "، فبدل أن يغضب الإنسان لا بد له من وضع حل وهو " شراء الطعام من الخارج ومحادثة الزوجة بطريقة تجعلها لا تكرر فعلتها مثلا كأن يقول لها زوجها " اشتقنا لطبخك ". أما الخطوة الخامسة فهي الممارسة، ممارسة الصفة المحمودة لكي يتعود عليها الإنسان، فمثلا يجب أن يعود الإنسان البخيل نفسه على العطاء ليصبح بعد ذلك معطاء، وفي الخطوة السادسة هي المراقبة والشعور بأن الله موجود في كل مكان كما تدلل الآية على ذلك في قوله تعالى " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ". واستمر الشيخ البناء في ذكر الخطوات فكانت السابعة المحاسبة فذكر الشيخ قول الإمام الكاظم(ع): " ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم ". وقد قسم الشيخ المحاسبة لقسمين: استخفاف كمي وآخر كيفي وقال أنه يجب على الإنسان أن لا يلجأ لهذين النوعين من الاستخفاف ليحاسب نفسه، فلا يقلل من عدد ذنوبه ولا يتسصغر الذنوب، فالذنب ليس في صغره أو كبره بل في حضور من جرى العصيان، فكيف يعصي الإنسان الجبار؟! وآخر الخطوات هي معاقبة النفس بالعبادة فمتى ما عصى الإنسان ربه يمارس العبادة ليعاقب نفسه.
وقد اختتمت المحاضرة بشكر الشيخ هاني البناء على مشاركته وعلى سعة صدره حيث أجاب على استفسارات وأسئلة الحاضرين.
التعليقات (0)