شارك هذا الموضوع

مجلس ليلة الأربعين 1433هـ

كان تشابه أساليب الظالمين في وجه الداعين للحق والمصلحين التي لم تختلف كثيرا باختلاف الزمان محور حديث الشيخ عبدالكريم عيسى المعاميري في ليلة العشرين من صفر للعام 1433هـ، فاستعان الشيخ المعاميري بالآية الكريمة التي ترتيبها الثلاثون من سورة الأنفال: "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". ويمكن للمتمعن في الآية المباركة ومعرفة سبب نزولها وضوح ذكرها للأساليب الثلاثة التي اتخذها الظالمون على مداد السنين لمحاربة المصلحين في الأرض، وقد ذكر الشيخ سبب نزول الآية وهو اجتماع كبار قريش المشركين وتخطيطهم لقتل النبي محمد صلى الله عليه وآله وقد تباينت آرائهم فبينهم من دعى بحبسه وسجنه وهو ما تمثل في الآية المباركة بكلمة "يثبتوك" وآخرون طرحوا رأيا بطرد الرسول صلى الله عليه من مكة المكرمة وهو ما تمثل بكلمة "يخرجوك" والرأي الثالث كان لأبو جهل فاقترح أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله بسيوف أكثر من شخص من أسر قريش ليضيع دم الرسول صلى الله عليه، وأضاف الشيخ المعاميري نقلا عن إحدى الروايات عن تواجد إبليس متمثلا في هيئة رجل طاعن في السن مع هذه الجماعة وقد أكد على صحة رأي أبي جهل، واستدرك الشيخ عبدالكريم بعدها كلامه ليتحدث عن القسم الثاني في الآية "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" وهي ما تكمل قصة التخطيط لقتل الرسول صلى الله عليه وآله وتضع أملا لكل مصلح وداع للحق في الأرض، فقال فيها أن الله عز وجل يمكر أي التخطيط في خفية فيفسد تخطيط المتكبرين والظالمين، حيث أخبر الله حبيبه محمد صلى الله عليه وآله بمكيدة قريش فبات علي عليه السلام مكانه كما يعلم كل المسلمين، وهكذا كان على الحسين عليه السلام حيث كانت خطة بني أمية قتل الإسلام ومحو أهل البيت عليهم السلام، لكن الله أفسد ما كانوا يخططون حيث أن ثورة الحسين عليه السلام لم تنتهي بقتله عليه السلام بل تواصلت بوجود زينب عليها السلام وبذلك أكملت ثورة الإمام ولم يمح ذكر أهل البيت عليهم السلام.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع