الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الغر الميامين وبعد ،، 

كثر السؤال عن هذا العنوان: فاستدعتنا الكتابة والتنبيه في هذه المسألة فنقول:

أولا: من هو الفقيه المعني في العنوان؟

 الفقيه هو الإنسان الذي يجمع الصفات الآتية:

• 
  

  الإجتها بمعنى العلم بالشريعة الإسلامية المقدسة

  
  
• 
  

  والعدالة المراد منها الإستقامة في السلوك

  
  
• 
  

  والكفاءة التي بمعنى الجدارة النفسية التي ترتبط بالحكمة والتعقل والتبصر والشجاعة

  
  
• 
  

  وبقية الشروط المعروفة والمذكورة في الرسائل العملية بالإضافة إلى الأوعوية الذي لاتهجم عليه اللوابس

  
  
• 
  

  والمثقف بما تحتاجه الأمة من مسائل وقضايا عصرية

 ثانيا: ماالمقصود بالولاية؟

 الولاية بالنسبة للمجتمع في الواقع يراد منها الحكومة وإدارة زمام الأمور ويسمى الشخص الحاكم بولي الأمر، أو ولي أمر المسلمين يعني الشخص الذي بيده زمام أمور المسلمين من جهة الله عز وجل، ومن جهة الشؤون العامة للناس، وبتعبير أصرح هو المعين من قبل الله، والمرضي من الناس المؤمنين.

ثالثا: ماهو معنى ولاية الفقيه:

 بناء على ماذكرنا قبل قليل نقول بأن ولاية الفقيه المراد منها الأولوية والأحقية بالتصدي لقيادة الأمة الإسلامية يعني الحاكمية وإقامة الحكومة الإسلامية للفقيه الجامع للشرائط.

 رابعا: صلاحيات هذه الولاية:

 كما يقو ل السيد الخميني العظيم (قده): " إذا نهض بأمر تشكيل الحكومة فقيه عالم عادل فإنه يلي من أمور المجتمع ماكان يليه االنبي الأعظم (ص) وواجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوه، ويملك هذا الحاكم من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ماكان يملكه الرسول (ص) وأمير المؤمنين (ع).

 يقول المحقق الكركي (قده): " اتفق أصحابنا على أن الفقيه العادل الأمين الجامع لشرائط الفتوى المعبر عنه بالمجتهد في الأحكام الشرعية نائب من قبل أئمة الهدى حال الغيبة في جميع ماللنيابة فيه مدخل ".

والخلاصة الأساسية:

 فإن الفقيه الجامع للشرائط في زمن الغيبة العظمى التي نحن نعيشها له كل الصلاحيات المرتبطة بشؤون الناس والتي كانت للإمام المعصوم (ع) وهذه الصلاحيات كالتالي: 

• 
  

  الإفتاء

  
  
• 
  

  القضاء

  
  
• 
  

  التصدي لأمور الحكومة الإسلامية

 خامسا: الأدلة والمدارك على ثبوت ولاية الفقيه:

 وهذا الأمر هو الذي يوضح للناس عدم دكتاتورية الولي الفقيه:

 أولا: الدليل الشرعي:

  ومن ذلك ماورد عن الإمام الحجة القائم (ع) حيث قال: " وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله "

فإن هذا النص يدل على أنهم المرجع والملاذ في كل الحوادث الواقعة بالقدر الذي يتصل بضمان تطبيق الشريعة على الحياة لأن الرجوع إليهم بما هم رواة أحاديثهم عليهم السلام وحملة الشريعة يعطيهم الولاية بمعنى القيمومة على تطبيق الشريعة وحق الإشراف على شؤون الناس.

ثانيا: الدليل العقلي:

  إن العقل الحاكم بلزوم نصب الإمام حاكما للدولة الإسلامية والرئاسة العامة من بعد نبي الأمة (ص) لأجل حفظ لإسلام بصفته مبدأ ورعاية شؤون المسلمين بصفتهم أمة، إنه نفسه يحكم بلزوم نصب من يقوم مقامه أثناء غيبته للغاية نفسها، وليس هو إلا الفقيه الجامع للشرائط لثبوت نيابته عن الإمام المعصوم (ع) كما ثبت لنا من خلال الرواية المروية عن الإمام الحجة (ع) والله ولي التوفيق.

وخلاصة الحديث أقول:

 ولاية الفقيه هي المرجعية، ويكون ترتيبها كالتالي:

 النبوة ثم الإمامة المنحصرة في الأئمة الإثني عشر عليهم السلام، ثم سفارة الإمام الحجة العظمى المنحصرة في أربعة من السفراء وهم السفارة الخاصة للإمام (ع) كانوا يتصلون به مباشرة في شؤون الأمة الإسلامية أثناء الغيبة الصغرى، وبعد وفاة السفير الرابع انقطت السفارة العظمى وتولى القيادة المراجع العظام رحم الله الماضين منهم وأيد الباقين وهم السفارة العامة والمرعية مدعومة من الأئمة المعصومين عليهم السلام، وقد ذكرنا حديثا واحدا يدل على ذلك فيما سبق فانتبه لذلك، وفي عصرنا الحالي الولاية للفقيه متمثلة في سماحة المرجع الديني الأعلى السيد على الخامنئي حفظه الله ورعاه.