استهل الشيخ علي البني مجلسه ليلة الثالث عشر من شهر محرم الحرام 1433 هـ الحديث الوارد عن فاطمة الزهراء عليها السلام: "فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشكر والصلاة تنزيها لكم عن الكبر"، وذكر حديثا آخر: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". وتسائل الشيخ عن الشيء الذي لو وجد في الإنسان يستطيع أن يقضي الكبر من قلبه؟ والإجابة تكمن في حديث فاطمة عليها السلام أن الصلاة هي ما تقضي على الكبر. وأصر البني على أهمية الوقوف على حديثها، فقال أن الجعل قسمين تشريعي وتكويني وقد شرح الشيخ في ليال سابقات الفرق بينهما فالتشريعي من باب كن فيكون كنار إبراهيم في المثال الذي تم ذكره سابقا، أما التشريعي فمثال البيت الحرام الذي هو أمان لكنه لم يشكل أمانا للبعض لأن الأثر يتخلف فيه.
ثم عاد الشيخ للحديث وطرح تساؤلا هل الصلاة جعلها تكويني أم تشريعي؟ وأجاب أنها تكوينية، والمعنى أنه متى ما تحققت الصلاة تكون رافعة لحالة الكبر. لكن هناك أفراد يصلون في المجتمع لكنهم يعيشون في أوج الطغيان والتكبر فكيف يكون ذا؟ والجواب أنه لم يأت بالصلاة التي يريدها الله فلم ترفع حالة الكبر، وواصل الشيخ في طرحه للأسئلة فقال: ما ينبغي أن يكون حالي عليه حتى أقضي على حالة الكبر في الإنسان، وأجاب بأنه عند التأمل في الصلاة نجدها قسمين قول وفعل فكل جزء يرفع حالة الكبر. فمن الأمور الواجبة قراءة الفاتحة وهي تنقسم لقسمين تمجيد للذات المقدسة أولا والآخر هو طلب من العبد لله بالهداية، ويقول العلماء يتوسطهما آية "إياك نعبد وإياك نستعين" وكأنما القرآن يقول قبل دعوة الذات المقدسة لا بد من إيجاد حالة القرب بينك وبين الله وذلك لا يكون إلا بعبادته والاستعانة به وحده عز وجل. ما يوجد حالة ذل وافتقار فسورة الفاتحة تقضي على حالة الكبر. أما في الفعل مثلا رفع اليدين عند التكبير يقضي على الكبر، وأكد على ذلك برواية في زمن الصادق قال عن رفع اليدين في التكبير "هي العبودية"، وسئل الإمام الرضا عنها وقال "ضرب من التضرع والتبتل والابتهال لله عز وجل". وبالنتيجة فالتضرع يقضي على حالة الكبر.
وقد برر الشيخ ضربه لمثالي القول والفعل لسبب وهو أن الفعل أبلغ وأصدق من القول، ودلل على ذلك بحديث للإمام علي عليه السلام يدعو المؤمن أن يعطي نصف ما يملك لأخيه المؤمن وهذا الفعل أصدق وأبلغ من قول أحدهم أني أحب أخي المؤمن، فالفعل هنا ومقاسمة الرزق مع المؤمنين هي أبلغ وأصدق ولا تحتمل الكذب وكذا هي أفعال الصلاة التي لا تحتمل الكذب بعكس القول الذي قد يكون بغير قلب صادق.
التعليقات (0)