استهل الشيخ علي البني حديثه بالآية المباركة "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " والتي تتحدث عن التوبة فبين الشيخ بادية المراد من التوبة، حيث قال أن التوبة من الأوبة وهي الرجوع لله سبحانه وتعالى وهي باب من أبواب الدعاء التي تربي الإنسان سلوكيا وعباديا وسياسيا. وذكر الشيخ أن التوبة لها خطورة وأهمية في برزخ بين الغواية والهداية.
وقد تكلم القرآن عن ثلاث دواعم للتوبة ذكرها الشيخ علي البني بالترتيب فهي أولا (الرجوع للرسول) ثم (إظهار التوبة عنده صلى الله عليه وآله) وآخرا (قبول التوبة من النبي وإمضائها)، وأصر الشيخ البني أن هذه الدعائم الثلاث إنما هي مرتبة ترتيبا رتبيا وليس ذكريا، ما يعني أنه لا يصح تقديم أي واحدة منهن على الأخرى.
أما آخر ما تحدث الشيخ البني عنه وبينه هو الدعامة الأولى (المجيء للرسول) ورد على السؤال الذي يقول "هل المجيء للرسول مطلق أم فيزيائي" بأنه مجيء مطلق ودلل على ذلك بأدلة عدة:
1) قاعدة "الظهور حجة ما لم يوجد صارف يصرف هذا الظهور" فحد القصاص للسارق مثلا يوجب قطع اليد، فلم نقتصر على قطع الأصابع وهذا إنما هو لتواجد صارف وهي روايات أهل البيت التي تصرح بأن القطع يكون للأصابع فقط.
2) الروايات تقول أن آدم جعل بينه وبين الله محمدا صلى الله عليه وآله ليستغفر لذنبه، وتنص على أنه لما اقترف آدم الخطئية قال يا رب اغفر لي ذنبي بحق محمد، وفي ذيل الرواية الله يقول لآدم ادعني بحق محمد فقد غفرت لك.
3) لما نزلت الآية على العرب فهموا أن المجيء يقصد به المطلق لأنهم كانوا يذهبون إلى القبر وليس إلى شخص رسول الله، ودلل الشيخ برواية أحدهم جاء إلى قبر رسول الله واستغفر بحقه.
4) رواية أخرى عن رجل وقف على قبر رسول الله فاستغفر الله بحق الرسول فأتاه النداء من داخل القبر "إن الله قد غفر لك" وهي مروية عن الإمام علي ولما أنه عليه السلام لم يعترض على ما قام به الرجل، فإن هذا يدلل على أن المجيء للرسول هو مطلق.
وربط الشيخ بين موضوعه وبين صاحب الليلة "القاسم" الذي وضع بينه وبين الله الحسين وسيطا.
التعليقات (0)