استهل الشيخ علي البني حديثه بقول الباري عز وجل (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، وتحت عنوان الدور النهضوي للنخبة في المجتمعات أبرز الشيخ البني ثلاث محاور الأول بيان القرآن للنخبة، والآخر بيان أن النخبة نعمة من الله، أما الثالث فبيان لدور النخبة في المجتمع.
وقد قال الشيخ أن القرآن عندما تكلم عن النخبة ساقها مع نظرية الإصلاح في المجتمع، وهي من النظريات التي أكدها القرآن، وقد قسم القرآن الإصلاح لثلاثة أدوار فهناك دور للأمة والقيادة والنخبة في الإصلاح، ورسم القرآن عملية الإصلاح أولا بالالتفات للأمة والتأكيد على أهميتها "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون". بعد ذلك ذكر الشيخ عن القرآن أن القيادة لها دور أيضا في الإصلاح في أمرين، أن القيادة لزاما عليها أن تقود الأمة للرشاد والتزكية وتعليم الأمة "هو الذي بعث على الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة"، أما دور النخبة فيكمن في الآية "ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم" فالنخبة هي من تدافع عن الإسلام والدين وتدافع وتجاهد في سبيل الدين فكريا أو ميدانيا أو عقائديا.
ثم تطرق الشيخ لمحور بيان مصطلح النخبة، وقد جاء الشيخ بتعريف يقول "النخبة هي الفئة المميزة من المجتمع"، فهناك نخبة السياسة ونخبة الطب ونخبة العلم ونخبة الدين أيضا. ثم طرح الشيخ سؤالا عن النخبة الدينية هل هي اصطفاء من الله أم أنها حالة عفوية في المجتمع وفي سياق الحديث شرح معنى الاصطفاء من خلال الآية "إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين" وذكر الشيخ البني أن الاصطفاء يقوم على ركيزتين، أولا إنه اختيار من الله وأن المختار مصفى من الكادورات ثانيا، و رد على التساؤل بأن النخبة هي اصطفاء من الله، لكن المصفى من النخب - غير المعصوم أو النبي - لا يكون مصفى اصطفاء كامل بحيث أنه لا يخطئ ولا يزل أبدا. وأبى الشيخ علي إلا أن يأتي بالدليل على اصطفاء النخبة الدينية، فطرح أولا قاعدة اللطف التي مفادها [أن الله يوجب على نفسه بعض الأمور من باب اللطف بالناس] وضرب مثالا بغاية إرسال الأنبياء فالله أراد للبشر أن يعيشوا على حالة من الرقي ولأن عقل الإنسان محدود فلو ترك على حاله سوف ينحرف، فالله يوجب على نفسه من باب الرحمة على الناس إرسال الأنبياء والأولياء، فإرسال الأنبياء واجبة على الله من باب اللطف. وبذلك فإن المجتمع حتى يصل لمرتبة العدل لا يمكن للقائد لوحده صنع ذاك فبذلك يحتاج نخبة تساعده من باب اللطف الله يوجدها.
ثاني دليل كان عبارة عن رواية ذكرها الشيخ البني[عن النبي صلى الله عليه وآله يقول: في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين] ولا يوجد زمن يخلو من هؤلاء الفئة الذين يدافعون عن الدين.
وفي المحور الثالث أجاب الشيخ البني على سؤال "ما هو الدور النخبوي الذي أنيط بالنخبة؟" فقال: علم الاجتماع السياسي يصرح بأن النخبة هم قادة المجتمع لوجود صفتين فيهما أولا تأثر الناس بهم، ووجود روح غيرية فيهم لإنهاض المجتمع ليس لأنفسهم بل لفائدة المجتمع، و الإمام الصادق عليه السلام لو لم تحط النخبة به يوما لكان على الإسلام السلام، فبالرغم من أن 900 طالب كانوا ينقلون عن الإمام ولكن الإمام لم يثق إلا بأربعة فقط من هؤلاء وبشرهم بالجنة فهم كانوا النخبة الذين حافظوا على الإسلام ونقلوا أحاديث الإمام بشكل صحيح ولم يضيعوا الأمانة.
وربط الشيخ موضوعه بكربلاء، حيث قال أن أصحاب الحسين عليه السلام كانوا نخبة وضحوا من أجل رفعة الدين، ومنهم حبيب بن مظاهر، جون وغيرهما كثير.
التعليقات (2)
حسيني سنابسي
تاريخ: 2011-12-01 - الوقت: 11:47 مساءًمآجورين الشيخ ممتاز ماشاء الله عليه .. حسيني رائع ومواضيع مميزه بس عندي ملاحظه بسيطه ياريت تجوفون لينا حل ليها .. بالنسبه للبث المباشر واجد يقطع والتصوير مو واضع تكون الصوره مشوشه .. وجزآكم الله خير وعايدين ان شاء الله في حال احسن من هالحال
أبو حسن
تاريخ: 2011-12-02 - الوقت: 10:34 صباحاًعظم الله أجورنا و أجوركم بمصاب سيد الشهداء (ع) اللهم أدم هذه النعمة علينا