تحت عنوان الترابط بين علم الفقه وقيم الأخلاق وقع كلام الشيخ - في ليلة الرابع من محرم الحرام لسنة 1433هـ - في محورين مهمين ، الأول الفارق بين علم الفقه وبين قيم الأخلاق أما الآخر فما هو وجه الترابط بينهما ؟ وقد استهل الشيخ علي البني حديثه بالآية الكريمة "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة".
يقول الشيخ علي البني نقلا عن العلماء في إجابته على المحور الأول أننا إذا أردنا أن نميز بين العلوم يجب النظر إلى أمرين:
فمرة يكون المائز من جهة الموضوع، فكل موضوع له موضوع مرتبط به يختلف عن العلم الآخر. فمثلا موضوع علم الطب يختلف عن موضوع علم النحو.وبالنسبة لموضوع علم الفقه، فهو عبارة عن أحكام شرعية أو بالأحرى أفعال المكلفين. أما موضوع علم الأخلاق فهي روح الإنسان وليس فعله فهو يبحث في الجوانح لا في الجوارح. فيأتي لخصائص ومميزات النفس وكيفية جعلها تعيش أعلى المراتب الأخلاقية.وأخرى يكون المائز هو الغاية والهدف التي من أجلها دون العلم، فغاية علم الفقه إبراء ذمة المكلف أما غاية علم الأخلاق، فهي الوصول بالإنسان لمرتبة يترك فيها الرذائل ويتحلى بالفضائل.
وفي المحور الآخر الذي طرحه الشيخ (الرابط بين العلمين) أردف قائلا ليجيب، بأن هناك رابطين أولهما بأن الأحكام تابعة للمصالح وللمفاسد ووضح هذه الجملة بمثال قطيعة الرحم، الذي هو إبعاد للرزق وقصم للعمر وبما أنه يؤثر على النفس يضع الشارع عليه حكم شرعي وهو تحريم قطع الرحم. وعلى العكس بالنسبة للصلاة فبما أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر فقد وجبها الشارع المقدس.
والرابط الثاني بأن كلا منهما يكمل الآخر.
التعليقات (0)