تمركز حديث الشيخ علي البني في أول ليلة من ليالي شهر محرم الحرام حول ارتباط الشيعة بالإمام الحسين عليه السلام ، فاستهل كلامه بحديث النبي (ص): إن للحسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة ، ثم مهد الشيخ حديثه بتبيان معنى مصطلحين: التكوين والتشريع.

وقد ضرب الشيخ البني مثالين يوضحان معنى كل واحد من المصطلحين حيث أن الأول لا يتخلف فيه الأثر أما الآخر فيتخلف فيه الأثر ، المثال على التكوين هي نار إبراهيم التي أمرها الله أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم، "كن فيكون"، أما المثال على التشريع فأمان بيت الله الحرام ، بالرغم من أن البيت الحرام يجب أن يكون أمانا على من يدخله إلا أن هناك أمثلة تاريخية تثبت عكس ذلك ، كصلب أبي عبدالله الزبير فيه، والنتيجة أن التشريع يمكن أن يخالفه الإنسان ويعصيه أما التكويني فلا يمكن تبديله.

وهكذا قسمت روايات ربط الشيعة بأهل البيت، فهناك نوعين من الروايات تشريعي وتكويني، واستعان الشيخ البني بالروايتين التاليتين على التوالي لتبين الفرق بين الروايات التشريعية والتكوينية، " مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا " ، " شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا ".

ثم لجأ الشيخ إلى نقطة أخرى ذكر فيها خصائص الارتباط التكويني وتتمثل في اثنتين:

الأولى: انشداد المرتبط للمرتبط به، وذكر الشيخ رواية تؤكد ذلك وهي كالتالي:
كان أبو حنيفة يتناظر والصادق فسأل الإمام : لو حدثتني بحديث أنقله عنك ، فرد الإمام : حدثني أبي محمد الباقر عن زين العابدين عن الحسين عن علي عليهم السلام قال ، قال رسول الله إن الله خلق أهل البيت من أعلى عليين ، وخلق من فاضل طينتنا شيعتنا ، فلو أن أهل السماوات والأرض اجتهدوا على أن يغيروا من ذلك شيء ما استطاعوه .

الثانية: الآثار والانعاكاسات التي يتحصل عليها الشيعي ، وأهمها الاستغفار الذي يتحصل عليه من أهل البيت، حيث إنهم سلام الله عليهم يبكون ويدعون الله ليغفر لهم، هل هم يستغفرون لأنفسهم، نفى الشيخ البني ذلك ووضح بأن الأئمة يستغفرون لشيعتهم.

أما آخر نقطة في حديث الشيخ فذكر مظهرا من مظاهر الارتباط التكويني ، وهو التفاعل العاطفي مع مصيبة الإمام الحسين عليه السلام، حيث أنه قتيل العبرة ، ما ذكره مؤمن إلا وبكى ما لم يمنعه مانع، وهذا المانع هو قسوة القلب التي تنتج من كثرة الذنوب.

كما قام شبلا الحسينية أحمد و إبراهيم الكداد بإحياء مجلس اللطم داخل صحن الحسينية على الحاضرين من محبي أهل البيت و قد غطى مصورونا هذا المجلس ....