يحظى الفرد الشيعي بخصوصية واهتمام كبيرين من قبل أئمة أهل البيت (ع) من حيث الأفكار والسلوك، ومن حيث كل مقومات شخصية الفرد الشيعي في وسط أهله وكذلك في وسط مجتمعه، وقد تفاقم هذا الاهتمام وازداد بروزاً حينما أصبح للتشيع كيان واضح، ومذهب مستقل يُشار له في وسط الدولة الإسلامية، وتحديداً لدى الإمام الصادق(ع) ومن جاء بعده من الأئمة الكرام (ع)، وهذا ما يفسر كثرة الأحاديث المروية عن الصادق(ع) في حق الشيعي وسماته وخصائصه وسلوكه وعقائده.

لأن الإمام الصادق هو الذي أعطى للتشيع كياناً وبروزاً في عصره عن طريق المدرسة العلمية التي أسسها في المدينة المنورة، وعن طريق كثرة ما قاله من أحاديث حول الشيعة، ولأن في زمانه صار الناس يشيرون للشيعي بأنه تلميذ الصادق (ع) ونتاج أفكاره وتربيته، وهذا ما حمله على شدة الاهتمام بهذا الكيان الشيعي المتمثل في الفرد الذي يطلق عليه مذهب التشيع.

وقد سار الأئمة من بعده على المنوال ذاته القائم على الغلظة والتشدد في إبراز سمات الشيعي وبيان خصائصه الحقة، ومتى ما تخلَّف عنها وابتعد فإن الأئمة يعلنون البراءة منه، وإن ادّعى التشيع، والولاء لأهل البيت، وإن بكى حرقة وألماً في شهادتهم، وأظهر ما استطاع من سرور لفرحهم. فالتشيع أكبر من هذا كله، وهو مذهب الحق، مذهب قائم على النقاء والطهارة والقدسية، ويحمل الامتداد لخط أهل البيت (ع)، مذهب يحول صاحبه إلى رجل أشبه بالملاك في السيرة والالتزام بالدين والسير على نهج رسول الله "ص"، والسمو في الأخلاق والتزام الفضيلة والطهارة، والانشداد نحو العلم ومحبة الناس والمكارم والعطاء.

فمن خلال هذه الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت (ع) نتعرف على سمات الشيعي الحق، وعن طريق ذلك لا غيره نقول إننا بالفعل على خط التشيع الإمامي أم على خط التشيع الذي اخترعه الناس والعرف والتقاليد وساروا عليه وعبدوه من دون تشيع الإمام الصادق (ع) ويظل البعض منا يتباهى على الآخرين بأنه شيعي اعتقاداً منه بأنه يمثل الإمام الصادق (ع) بينما نظن لو أن الإمام حاضر بيننا لتبرأ من كثير ممن يدّعي التشيع كما تبّرأ من كثير من الشيعة في عصره، والذين كانوا يجالسونه ويحادثونه، كل ذلك لأنهم ساروا على خلاف ما يريد، وانتهجوا منهجاً من عند أنفسهم إما يقوم على الغلو من جهة أو يقوم على هوى النفس والعصبية والعنف والادعاء والخروج على تعاليم الإمام المعصوم.

لنتعرف الآن بعد هذه المقدمة على سمات الشيعي الحق الذي جاء في روايات أهل البيت (ع).

الشيعي هو الذي لا يراه الله حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره، وهو الذي يقتدي بأمير المؤمنين (ع) في سلوكه ومنهجه، ويجاهد نفسه للوصول لفضائله وتقواه وعبادته ومعاملاته.

الشيعة هم أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم، والليلة، الصائمون بالنهار، القائمون بالليل، والذين يجتنبون كل محرم.

ما الشيعي إلا الذي يتقي الله ويطيعه : "ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشّع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله".

إنما شيعة علي من عفَّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك، فأولئك شيعة جعفر.

نفهم من هذا أن هذه هي خصائص الشيعي الحق كما بيّنها الإمام الصادق (ع) وما يخالفها فإنه ابتعاد عن خط الإمام الصادق (ع), وهو لا يعتبره من شيعته بنص الحديث، وإن تسمى بهذا الاسم أو قال عنه الناس ذلك. فالمعيار هو الخوف من الله وعقابه، وعفاف الفرج والبطن، والعمل بإخلاص وتجرد لله لا للناس، والرجاء للثواب وطلب المغفرة منه سبحانه.
وفي حديث آخر يقول الإمام محدداً الشيعة بكلمات قصار مختصرة:"إنَّ شيعتنا من شيّعنا وتبعنا في أعمالنا". وهذا يعني أن من لا يتابع الأئمة في أعمالهم وسلوكهم وسيرتهم فليس بشيعي. وإن قال عن نفسه ذلك، فربما هو شيعي لأنه ولد في بيئة شيعية وكل من يحيط به من الشيعة، فلا مناص له من التشيع، أو لأن والديه شيعة فصار شيعياً بالتبعية، وهذا ما لا يريده الإمام (ع). بل يريد تشيع الاتباع، تشيع الاقتداء، تشيع أخذ القيم من الأئمة (ع) وتمثلها في حياتنا لتعلي من أنفسنا وتقودها للتقوى والسمو الروحي.

وحين رأى الإمام الكل يتحدث عن كثرة شيعته، ومن يقولون عن أنفسهم أنهم من الشيعة، أتباع جعفر الصادق(ع) الإمام ابن الإمام قال بلغة صارمة شديدة، متبعاً قوله بقسم غليظ وتأكيد مشدّد أن الشيعي ليس من يقول إنه شيعي، وإنما من يطيع الله، ويعمل على تقواه ويجتنب معاصيه وما عداه فليس بشيعي، يقول :"لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عزَّ وجل".

والغريب أنك تلاحظ أن الأئمة (ع) في بيان سمات الشيعي الحق يلجئون للقسم والحلف، مع أنهم قليلاً ما يلجئون لذلك، وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنما يدل على خطورة من يقول عن نفسه إنه شيعي وهو في نطر الإمام أبعد ما يكون عن التشيع، لأنه يمثل في نظر أصحاب المذاهب الأخرى امتداداً للإمام المعصوم، وهو يعد من تربيته، مما يعني أن الخطأ منه يسحب للإمام ، وهذا مما لا يرتضيه الأئمة كلهم (ع)..

فهذا الإمام الباقر يقسم بالله في الحديث السابق بأن من لا يطيع الله فهو ليس من شيعة أهل البيت. وهذا أمير المؤمنين(ع) يقسم أيضاً على مجموعة من الخصال التي يراها من سمات الشيعة، ولا يكون الشيعي شيعياً إلا بها. يقول أمير المؤمنين (ع):

"شيعتي، والله، الحلماء، العلماء بالله ودينه، العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبه، أنضاء عبادة، أحلاس زهادة، صفر الوجوه من التهجد، عمش العيون من البكاء، ذبل الشفاه من الذكر، خمص البطون من الطوى، تُعرف الربّانية في وجوههم، والرهبانية في سمتهم، مصابيح كل ظلمة.. إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، أولئك شيعتي الأطيبون وإخواني الأكرمون".

وفي يوم جاء إلى الحسن (ع) رجل من الشيعة فقال له : إني من شيعتكم فقال الحسن (ع): يا عبد الله إن كنت لنا في أمرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها".

هنا الإمام الحسن (ع) يصرح ويؤكد بأن من يدعي التشيع وهو لا يأتمر بأوامر أهل البيت ولا ينزجر بزواجرهم ونواهيهم فهو يرتكب الذنوب أضعافاً مضاعفة، ذنب المعصية وذنب الانتساب لأهل البيت وهو ليس منهم.

ويؤكد أمير المؤمنين (ع) في رواية أخرى أن الشيعة هم العارفون بالله، والعاملون بأمره،وأهل الفضائل، والذين ينطقون الصواب.

وفي روايات أخرى عن الأئمة المعصومين نراهم فيها يتبرؤون ممن يدّعي التشيع وهو يعمل خلاف مذهب التشيع، وممن يدّعي حب الأئمة وهو يعمل بخلاف الحب والولاء للأئمة (ع).

يقول الصادق (ع) : "ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا".

ويقول أيضاً مخاطباً من يقول عن نفسه إنه من الشيعة :"يا شيعة آل محمد! إنه ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب، ولم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، ومصالحة من صالحه، ومخالفة من خالفه".

ويقول :"ليس من شيعتنا من خلا ثمَّ لم يرعَ قلبه". أي أن الشيعي في السر والعلن سواء، بين الناس أو حين يكون مع نفسه في خلوة لا يراه فيها أحد.. هو هو.
بل إن الإمام الصادق لا يعتبر الشيعي شيعياً حين يكون في بلد ما وفيه آلاف من الأنفس والبشر وهناك من هو أكثر منه ورعاً وتقوى، هذا يتبرأ منه الإمام ولا يعده من شيعة الأئمة الميامين. "ليس من شيعتنا من يكون في مصر (بلد) يكون فيه آلاف ويكون في المصر أورع منه".

وفي لهجة أكثر قوة وحدة يشن الإمام هجوماً ضارياً على من يأول كلامه من الشيعة، ويحرف مقاصده، ويعمل على هواه، وينسب ذلك للإمام، ثم يدّعي أنه من الشيعة، وأن الإمام الصادق هو إمامه وقدوته. يقول (ع) : قوم يزعمون أني إمامهم والله ما أنا لهم بإمام، لعنهم الله كلّما سترت ستراً هتكوه، أقول: كذا وكذا، فيقولون: إنما يعني كذا وكذا، إنما أنا إمام من أطاعني".

وفي حديث آخر يحدد صفتين لمن يقول عن نفسه إنه اتخذ التشيع مذهباً، الأولى أن يكون إنساناً عاقلاً، يتبع عقله ويحتكم له، ويعمل بأمره وينتهي بنهيه، والثانية أن يكون من أهل التقوى والخوف من الله ، ومتى افتقد لواحدة من هاتين الصفتين فليس بشيعي، والإمام منه بريء. "إن أصحابي أولو النهى والتقى، فمن لم يكن من أهل النهى والنقى فليس من أصحابي".

بل إن الإمام الصادق (ع) يؤكد أن كثيراً من الشيعة سيدخلهم الله النار بسبب أفعالهم وموبقاتهم وسوء سيرتهم وأفعالهم، وإن ادّعوا التشيع. "افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظار قائمنا عليه السلام ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا، وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبونا، وسمعوا كلامنا، ولم يقصّروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا، فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبّونا وحفظوا قولنا، وأطاعوا أمرنا، ولم يخالفوا فعلنا، فأولئك منا ونحن منهم"
ماذا نفهم من هذا؟ الذي نفهمه أن القليل من الشيعة من هو على خط الأئمة المعصومين، وهم الذين أحبوا الإمام وحفظوا قوله، وأطاعوا أمره بصدق، ولم يخالفوا فعله.

أما الكثرة من الشيعة فقد اتخذوا حب أهل البيت مطية لتحقيق مآرب خاصة، فهؤلاء مصيرهم نار جهنم وأشد العذاب، وكذلك الفرقة الثانية، مآلها مآل الفرقة الأولى, مما يعني أن خط التشيع خطٌ صعب، ويحتاج لمؤهلات يطلبها الإمام من أتباعه وممن يقول بولايته وحبه، وليس خطاً يُكتفى بأن يقول الواحد منا أنا شيعي المذهب، وأحب الإمام الهادي أو الحسن أو أمير المؤمنين، هذه اللغة لا يعترف بها الإمام معياراً للحب والولاء، الأئمة لديهم معايير وشروط خاصة لابد من توافرها في من يقول عن نفسه إنه اتخذ التشيع مذهباً وعقيدة فكرية ينطلق بها في الحياة، ليواجه الناس بها سلوكاً وفكراً ومنطقاً وعقيدة.

إما أن تمارس هذه الشروط والخصال في شخصيتك، وأمام نفسك وأهلك ومجتمعك، وإلا فأنت لا اعتبار لتشيعك لدى الإمام المعصوب، وأمامنا أحاديث ناطقة وصريحة وواضحة الدلالة، لا تقبل التأويل أو التفسير الذي يلوي عنان النص للوجهة التي نريدها.

والشيعي الحق في نظر الإمام الصادق (ع) هو الذي يعكس الصورة المشرقة للأئمة (ع) وتربيتهم ومدرستهم الربانية من خلال سلوكه وشخصيته وإيمانه وأدبه وأخلاقه وتعاملاته مع الآخرين، وعن طريق هذا السلوك المؤدب والشخصية الفذة يجعل الناس والمخالفين ينجذبون لمذهب التشيع، ويعترفون بمذهب الإمام الصادق(ع) ، ويقولون ويعترفون بأن الإمام قد ربّى شيعته خير تربية، وعلى العكس من ذلك، حين يرون شيعياً سيئ الخلق، وفضَّ المعاملة، ولا دين له، فإن الخوف كل الخوف أن ينسب الناس ذلك لمذهب التشيع، وللإمام الصادق ، مع أن المذهب مذهب الحق، والإمام سيد المربين.. وهذا ما كان يجعل الإمام يتجرع الغصص، ويقضّ مضاجعه، حين يرى بعض المنتسبين له وهم منغمسون في قعر الرذيلة والمعصية، أو في حالة من سوء الدين والخلق، وحين يسأل الناس عنهم، يقولون هؤلاء شيعة!!

يقول الإمام الصادق(ع): يا معشر الشيعة إنكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شيناً. ويقول: رحم الله عبداً حبّبنا إلى الناس، ولا يبغّضنا إليهم. ويقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شيناً، قولوا للناس حسناً، واحفظوا ألسنتكم، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول.

وفي حديث آخر للإمام الباقر (ع) شديد اللهجة، قوي الصوت، وفيه تحذير بالغ من أن يقول الشيعي أنا شيعي وهو يعصي الله، فهذا التشيع المزعوم لن يفيده بشيء، بل إن الإمام الباقر يعد هذا الشيعي عدواً من أعداء أهل البيت بسبب ارتكابه المعاصي وهو يقول بحب أهب البيت، وهنا ذنبه مضاعف.

يقول الباقر(ع): يا جابر : أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟

فوالله : ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه. فلو قال: إني أحب رسول الله، ورسول الله خير من علي، ثم لا يعمل بعمله، ولا يتبع سنته، ما نفعه حبّه إياه شيئاً.

فاتقوا الله واعملوا لما عند الله. ليس بين الله وبين أحد قرابة. أحبّ العباد إلى الله وأكرمهم عليه، أتقاهم له، وأعملهم بطاعته. والله ما يتقرب إلى الله جلَّ ثناؤه إلا بالطاعة.

مما معنا براءة من الله، ولا على الله لأحد من حجة. من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، ولا تُنال ولايتنا إلا بالورع والعمل.

وقال الإمام علي بن الحسين (ع) لطاووس اليماني، وقد رأى الإمام زين العابدين، وهو يطوف حول بيت الله من العشاء حتى السحر، وهو يدعو في بكاء حاد، ثم وقع ساجداً على التراب، وقال له طاووس: نحن أحقّ بالبكاء منك، نحن المذنبون، وأما أنت فأبوك الحسين بن علي، وأمك فاطمة البتول، وجدّك رسول الله"ص"، يعني أنه لماذا هذا البكاء والخوف والحزن ؟!
فنظر إليه الإمام زين العابدين وقال له:
"هيهات هيهات يا طاووس، دع عني حديث أبي وأمي وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبداً حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشيا، أما سمعت قوله تعالى:  فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون  والله لا ينفعك غداً إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح".

وكان للإمام علي بن موسى الرضا (ع) أخ يُسمى زيد النار، لم يرض الإمام سلوكه، فسمعه الإمام وهو في مجلسه يخاطب بعض الجالسين ويفتخر بنسبه إلى رسول الله (ص) ويكرر قوله: نحن ونحن، فخاطبه الإمام بقوله:

"يا زيد، أغرَّك قول بقالي الكوفة: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، والله، ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها. إنَّ علي بن الحسين كان يقول: لمحسننا كفلان من الأجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب".
وهكذا يتبين لنا أن النار ليست ببعيدة عن الشيعي لأنه شيعي، ويظل يتمسك بروايات ضعيفة كاذبة تدّعي أن الشيعة لا تمسهم النار، بينما أمامنا أقوال الأئمة واضحة وصريحة بأن الشيعي هو الذي يحرص على طاعة الله، ويجتنب معاصيه، وإن لم يكن كذلك فمصيره جهنم وسوء العذاب، ولن يجزيه حبه ولا تشيعه لأهل البيت، فالتشيع سلوك وعمل وطاعة واتباع، ولفظ التشيع في اللغة تعني المشايعة والاتباع، أي أن الشيعة لا يحبون الأئمة فقط، بل يتبعونهم في أفكارهم وسلوكهم وأخلاقهم وسيرتهم، والشيعي في روايات أهل البيت عابد ومطيع وصاحب خلق، وأبعد ما يكون عن الخلق السيء، أو الغلو في أهل البيت، فالغلو حكمه أشد من النصب، والمغالي مصيره أعظم شدة من الذي يعادي أهل البيت (ع).

هذه هي الخطوط العريضة التي أرادها أهل البيت (ع) منهاجاً لشيعتهم ليسلكوه، وسمة واضحة تدل عليهم، والتي سجّلوها في تعاليمهم وأحاديثهم الكثيرة، وهي لا تختلف بروحها ومضمونها عن روح القرآن والإسلام في شيء، وتعكس عقيدة التشيع وصورتها الحيّة.

فمن اتسم بهذه السمات والتزم بمضمون هذه التعاليم، ولم يتجاوزها بغلو أو انحراف فهو شيعي بالمعنى الذي يريده الأئمة من أهل البيت، وإلا فهو خارج عن التشيع مدخول فيه. فلنتأمل.

هذه هي صورة الشيعة في أحاديث أهل البيت (ع) فهل نحن كذلك؟ 

علي المحرقي